صورٌ تُدمي القلب وتذيب الفؤاد، تلك التي نقلتها وسائل الإعلام مؤخراً من منطقة القرن الإفريقي، لاسيما الصومال وكينيا، حيث رأينا جموعاً من النازحين يتجمعون في العراء، يفتقر بعضهم حتى للملابس، أما المسكن والمطعم فلا وجود لهما إطلاقاً. علامات الجوع والمرض ونقص الغذاء بادية على الجميع، وهناك أطفال ومسنون يموتون من نقص الطعام ومن قلة الدواء، ومن الإعياء جراء السير الطويل أيضاً. وقد تساءلت في نفسي: هل حلت الكارثة بهؤلاء الناس فجأة ودون مقدمات، أم أن العالم عرف بها وكشفت عنها وسائل الإعلام الآن فقط؟ الحقيقة أن مقدمات المجاعة التي تضرب هذه المنطقة من إفريقيا، بدأت منذ عدة أشهر حين تأخر موسم الأمطار وحل الجفاف، فجفت المزارع ونفقت المواشي، فهام السكان على وجوههم بحثاً عن مأكل أو مشرب أو مأوى آمن، لتعم الفوضى وتتفاقم الكارثة. محمد عبدالله -الشارقة