رغم أني لست من الذين يتهمون الثقافة العربية بالافتقار إلى العقل النقدي، فإني أرى اليوم أن غالبية الذين يؤيدون الانتفاضات العربية الحالية يفعلون ذلك انسياقاً وراء الجمهور وليس نتيجة لإعمال العقل والتحليل وإثارة السؤال الضروري في هذه الحالة: "لماذا تأييد الانتفاضات؟". وذلك التساؤل الغائب في كثير من مواقف التأييد للشارع العربي هذه الأيام، هو ما عنون به حازم صاغية مقاله الأخير على هذه الصفحة، والذي قرأته فأثار إعجابي بحق. ونقطة الارتكاز الأساسية لهذا المقال تتلخص في ضرورة بناء الموقف مما يحدث حالياً على موازنة الخسائر العامة، وهي ماثلة ومؤكدة، بالنتائج المبتغاة علناً من وراء كهذا انتفاضات، ودرجة اليقين فيما هو متوقع من النتائج. والحقيقة، كما قال الكاتب، أنه لا أحد من المنتفضين يستطيع أن يضمن سلفاً ما سيؤول إليه الحال في ظل الانتفاضات الجارية، وهل حقاً ستفضي إلى قيام ديمقراطية حقيقية؟ ما من إجابة غير ظنية أو رغائبية على هذا التساؤل. إيمان محمود -عمّان