ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال: "الشعوب بين الإصلاح والثورات" للدكتور خالد الحروب، سأشير إلى أن أفضل مدخل لفهم خلفية وأسباب التحولات العربية الراهنة التي أصبحت تعرف بالربيع العربي هو مدخل الفشل في التنمية، التي تحولت في دول الربيع العربي مع مرور الوقت إلى ما يشبه العقدة أو الحلقة المفرغة، التي تدور حول نفسها وتعيد إنتاج فشلها الذريع، فلا البنيات التحتية مؤهلة، ولا فرص العمل متوافرة، ولا سبل الحياة الكريمة في المتناول، ولذلك اكتشف الشباب في تلك الدول أن الحاضر والمستقبل لا يحملان أية إجابات على أسئلتهم الملحة، وأن الرهان على الزمن ليس وحده كافيّاً للتغلب على ما يعانونه من صنوف الفقر والحرمان، ولذلك انخرطوا في موجة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتغيير. وفي رأيي الشخصي أنه لا يوجد شخص، أو شعب، يريد الثورة والاحتجاج من أجل مجرد الثورة والاحتجاج، وإنما الناس يريدون عادة أن يعيشوا في ظروف إنسانية مقبولة، وأن تتوافر ظروف الحياة الكريمة والخدمات العامة في بلادهم في إطار من السوية والكفاءة والفعالية، وهذا ما كان مفقوداً في معظم دول الربيع العربي. يوسف إبراهيم - الدوحة