ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال د. عبدالله العوضي: "نتنياهو كذاب... ولا يطاق"، سأشير إلى أن بعض القادة الغربيين يمارسون ازدواجية معايير مكشوفة في تعاملهم مع نتنياهو وغيره من عتاة اليمين الاستيطاني الصهيوني، وذلك لأن أولئك الزعماء يعرفون في قرارة أنفسهم أن زعيم حزب "الليكود" هو من يعرقل عملية السلام، وقد جاء إلى السلطة أصلاً للمرة الأولى في سنة 1997 وتولى تخريب عملية "أوسلو" للسلام. وحين عاد للسلطة أيضاً في ولايته الحالية لم يدخر جهداً لجعل عملية السلام ضرباً من العبث، واستمر في تكثيف الاستيطان وتحدي رغبات إدارة أوباما ومطالبات المجتمع الدولي. ومع هذا يجامل الزعماء الغربيون نتنياهو، ويصفق له أعضاء الكونجرس بشكل قد يظن من يراه أن الرجل داعية سلام حقاً أو زعيم معتدل وتوافقي. وهو في الحقيقة زعيم متطرف وشديد اليمينية ونظامه مارق على الشرعية الدولية. وأعتقد أن الغرب ما لم يتخلص من ازدواجية المعايير هذه، أي الإشادة بنتنياهو في العلن والاعتراف بحقيقته في الخفاء، فلن تكون هنالك فرصة لإحياء عملية السلام. محمود إبراهيم - الرياض