لفت ويليام فاف في مقاله الأخير على هذه الصفحات، وعنوانه "السلام الأميركي في آسيا"، إلى ما يبدو أنه تحول نوعي في السياسة الأميركية في آسيا والمحيط الهادي، وهو التحول الذي كشف عن نفسه بشكل واضح خلال الجولة الآسيوية الأخيرة لأوباما، والتي وجّه خلالها رسائل واضحة إلى "الأصدقاء" هناك، ورسائل أكثر وضوحاً إلى المنافسين وعلى رأسهم الصين بطبيعة الحال. والمعنى الحقيقي لرسائل أوباما، كما يقول الكاتب، إن ما كانت تعتبره بكين قضايا محلية أو إقليمية، أصبح اليوم شأناً أميركياً كذلك! وهنا لا يكاد يبدو في أفق الذهن أي سيناريو للتعاون بين الصين والولايات المتحدة، بل تبرز في طول المشهد وعرضه علامات التنافس والصراع، وربما وصولاً إلى المواجهة في أكثر من نقطة احتكاك حول الصين وفي الفضاء الذي تعتبره مجالاً إقليمياً يخصها. وفي هذا الجانب تبدو السياسة الخارجية لأوباما وقد خرجت على سياقها المتصف بالنعومة والميول التعاونية التي طغت عليها في بداية ولايته الرئاسية. فهل يكون أوباما إذن قد تأثر عكسياً بالدعاية الانتخابية للجمهوريين واتهاماتهم له بالليونة الزائدة؟! جلال محمد -أبوظبي