استعرض هنا د. السيد ولد أباه في مقاله: "تونس: النموذج أم الاستثناء؟" بعض جوانب ومظاهر خصوصية الحالة التونسية ضمن سياقات الربيع العربي، وفي اعتقادي أن ما صنع نجاحات عملية التحول في تونس حتى الآن هو توافق مختلف الأطراف السياسية على طريق آمن للتغيير والإصلاح يبدأ أولاً من اختيار مجلس تأسيسي يكون منوطاً به وضع قواعد اللعبة الدستورية، وبعد ذلك تستكمل الأجندة بإجراء بقية الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية. وميزة هذا الترتيب في الأجندة هي أن الشعب هو من اختار أعضاء المجلس التأسيسي وتم ذلك بشكل مباشر عن طريق الاقتراع، وليس بشكل غير مباشر من خلال تكتيكات الكتل البرلمانية للمشرعين. وأكثر من هذا يسعى الجميع أيضاً في تونس من أجل جعل تكلفة التحول وفاتورته من الفاقد الاقتصادي في أقل حدود ممكنة، وهذا ما اقتضى من الجميع تغليب روح التفاهم لا التصادم والإيثار لا الأثرة، والوطنية الجامعة لا الأنانية المفرقة. عزيز خميّس - تونس