مخطط بديل لاحتواء الأزمة السورية... وقراءة يابانية في المسألة الإيرانية استعمال روسيا والصين للفيتو ضد قرار عربي- غربي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي، وبرنامج إيران النووي، وتنحي محمد نشيد عن السلطة في المالديف، وفوز ريك سانتروم في ثلاث ولايات في إطار الانتخابات التمهيدية الجمهورية الأميركية... موضوعات أربعة استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. سوريا... مخطط بديل صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على استعمال كل من روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار عربي- غربي ينص على نقل السلطة في سوريا، معتبرةً أن رفض موسكو وبكين لمشروع القرار هذا يمثل دعماً فعليّاً لـ"حملة الأسد الوحشية التي بدأت قبل 11 شهراً ضد خصوم نظامه"، والتي تقدر الأمم المتحدة أنها تسببت في مقتل أكثر من 5400 شخص. كما رأت أن استعمال "الفيتو" يجعل من روسيا والصين "شريكتين في المذبحة التي تحدث في مدينة حمص، والتي لا يتوانى فيها النظام عن استعمال القذائف والمدفعية الثقيلة لضرب مقاتلي المقاومة المسلحين بأسلحة خفيفة والمحتجين المدنيين وإرغامهم على الاستسلام". الموقف الروسي يعزى في جزء منه إلى الاستياء من المشاركة الغربية في الحرب الليبية تحت المظلة التي وفرها قرار مجلس الأمن الدولي، كما تقول الصحيفة، ولكنها ترى أن المثير للسخرية هو أنه لم يكن ثمة أبداً أي احتمال لتدخل مباشر على النموذج الليبي في الحرب الأهلية السورية، وذلك على اعتبار أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أعلنت جميعها أن على الأسد أن يرحل، ولكنها استبعدت تكراراً لغارات القصف التي شنها "الناتو" وساهمت في إسقاط نظام القذافي. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن مشروع القرار الذي أعدته الدول العربية لم يكن يطالب بتغيير النظام، وتحاشى الدعوة إلى تدخل خارجي. الصحيفة تقول إن العرب والغربيين يحتاجون إلى مخطط بديل، مثل السعي إلى الضغط على شركاء سوريا التجاريين حتى يوقفوا تعاملهم مع النظام السوري. ولكنها أشارت أيضاً في المقابل إلى أنه حتى في حال حدث ذلك، فإن قوات الأسد يمكن أن تقتل عدداً أكبر من الأرواح قبل أن يؤتي ذلك مفعوله، كما أن من شأنه أن يؤذي الأنصار والخصوم على حد سواء. قبل أن تختم بالقول إن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الحرب الأهلية الدموية في سوريا ستستمر، معتبرة أن على الغرب والجامعة العربية البحث عن مخطط بديل ما زال بعيد المنال حتى الآن. بين إيران وإسرائيل صحيفة "جابان تايمز" اليابانية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على برنامج إيران النووي وما يثيره من مخاوف في إسرائيل بشكل خاص، التي ترى فيه غطاء لبرنامج نووي عسكري يشكل "تهديداً وجوديّاً" لها. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن الأسئلة تحوم حول الطموحات النووية الإيرانية منذ سنوات، مضيفة أن تشديد طهران على سلمية برنامجها النووي لم يبدد المخاوف من رغبة الحكومة، على الأقل، في قدرة "كامنة" تسمح لها ببناء قنبلة في وقت قصير. كما اعتبرت أن محاولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرامية إلى التحقق وقطع الشك باليقين باءت بالفشل، وبدلاً من ذلك، أبقت إيران على الوكالة بعيدة عن منشآتها النووية، مما "زاد من الشكوك وشكل تبريراً لعقوبات دولية". وفي هذه الأثناء، وبينما تعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها الدبلوماسيون أن وقوع أزمة ما زال بعيداً زمنيّاً بعض الشيء، تقول الصحيفة، يشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أن أفقهم الزمني أقصر بكثير، محذرين من أن "الوقت بدأ ينفد". تصريحات يقال إنها تقلق وزير الدفاع الأميركي "ليون بانيتا" من إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر الستة المقبلة. غير أن الصحيفة ترى أن حديث إسرائيل عن القيام بشيء ما هو "خير دليل على أن خطوة من هذا القبيل ليست وشيكة"، وذلك على اعتبار أن تل أبيب من غير المرجح أن تحذر خصومها مسبقاً. ولكنها ترى في الوقت نفسه أن الخطاب يشير لدول معنية أخرى إلى إمكانية التصعيد، وينبغي أن يحفز المجتمع الدولي لأخذ قلق إسرائيل على محمل الجد والقيام بتحرك ما قبل أن تجد إسرائيل نفسها في وضع صعب، كما تقول. وفي هذه الأثناء، يرى بعض المتشككين أن الحديث حول إيران هو طريقة يستعملها زعماء إسرائيل لصرف انتباه الجمهور عن الشكاوى الداخلية بشأن الاقتصاد، أو استياء المجتمع الدولي من غياب التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن الصحيفة ترى أن حديث إسرائيل المتشدد يرمي إلى الدفع في اتجاه عقوبات اقتصادية أشد ضد إيران، معتبرة أنه ما زال ثمة وقت لتجنب الأسوأ، ولكنه بدأ ينفد. المالديف... بعد "نشيد" ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، علقت صحيفة "ذا هيندو" على استقالة رئيس المالديف محمد نشيد يوم الثلاثاء الماضي بعد حركة احتجاجية واسعة عمت البلاد على مدى أسابيع مطالبة باستقالته. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن التغيير المفاجئ في الحرس في المالديف يوم الثلاثاء يمثل تتويجاً لسلسلة من الأحداث في تلك الدولة الواقعة في المحيط الهندي، التي خرج منها محمد نشيد، الرئيس المستقيل، كسياسي ذي نوايا حسنة وقناعات ديمقراطية، ولكن أيضاً كسياسي عجز عن القيام بالانتقال كما ينبغي من الناشط إلى زعيم بلاد. كما ترى أن جهود نشيد لجلب الديمقراطية إلى المالديف تمثل "قصة شجاعة استثنائية" شملت فترات طويلة في السجن والمنفى. كما أنه هو الذي يُنسب إليه الفضل، كرئيس للحزب الديمقراطي المالديفي، في الإشراف على نهاية ثلاثة عقود من حكم مأمون عبدالقيوم الرجل القوي الذي أرغم على إجراء أول انتخابات ديمقراطية في البلاد عام 2008. وهي الانتخابات التي فاز فيها نشيد. غير أن الحزب الديمقراطي المالديفي لم يحصل على أغلبية في البرلمان، وكان يعتمد على أحزاب معارضة، دعم بعضها نشيد في الجولة الثانية ضد سلفه. ولكنه للأسف لم يدرك حجم هذا الاعتماد، تقول الصحيفة، وبدلاً من أن يعمل على حشد الحلفاء، قام بتهميش وإقصاء كثيرين خلال تسرعه باجتثاث تركة عبدالقيوم. وبينما تمرد بعض ضباط الشرطة يوم الثلاثاء، تقول الصحيفة، كان بإمكان نشيد أن يختار إعلان حالة الطوارئ ويستعمل القوة للبقاء في السلطة ولكنه لم يفعل، معتبرة تنحيه عن السلطة أمراً يستحق الإشادة وينم عن أفكاره السياسية التقدمية، وهو ما مكن نائب الرئيس وحيد حسن مانيك من خلافته في انتقال دستوري ومنظم للسلطة. "لحظة سانتروم" "لقد كانت ليلة سيئة بالنسبة لميت رومني وخصمه الرئيسي، رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت جينجريتش، وكذلك بالنسبة لكل المراقبين الذين حرصوا في مرات كثيرة على وصف السباق على نيل الترشيح الرئاسي الجمهوري بأنه سباق أحادي". بهذا استهلت صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية افتتاحية عددها ليوم الخميس، التي خصصتها للتعليق على فوز ريك سانتروم، السيناتور السابق من ولاية بنسلفانيا، يوم الثلاثاء في ولايات ميزوري ومينيسوتا وكولورادو في إطار الانتخابات التمهيدية الجمهورية. وقالت الصحيفة إن الحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس ميت رومني ما زال هو الأوفر حظاً، غير أن سانتروم حشد يوم الأربعاء أنصاره الفرحين مستعملاً عبارة مألوفة مقتبسة من جينجريتش تتعهد بمواصلة السباق حتى النهاية ومرحلة الحسم في المؤتمر الجمهوري في تامبا (فلوريدا) هذا الصيف. وفي تعليقه على هذا الفوز، نقلت الصحيفة عن جينجريتش، الذي كان يتحدث في أوهايو في إطار حملته الانتخابية، بعد أن أهمل تقريباً الولايات الثلاث، أن النتائج ينبغي أن تزيد الشكوك بشأن الفكرة التي تقول بسير رومني الحثيث نحو الفوز بالترشيح الجمهوري. وترى الصحيفة أن التحدي الذي يواجه سانتروم اليوم هو اغتنام الرياح التي جلبها هذا الصعود وتحويلها إلى مال وتنظيم على الميدان. ولكنه متأخر كثيراً عن رومني من كلتا الناحيتين، مشيرة في هذا السياق إلى استطلاع حديث للرأي وضع رومني في مقدمة السباق على الصعيد الوطني بـ29 في المئة، مقابل 18 في المئة لسانتروم، ما دفعها للقول إن "طريقاً طويلة وشاقة ما زالت تنتظره". إعداد: محمد وقيف