في مقاله "أزمة اليورو... جدلية أوروبية ألمانية"، تناول تيموثي جارتون آش، جوانب المشكلة الاقتصادية التي تعصف بالنظام المالي الأوروبي متمثلاً في اليورو، وكان اعتماده على تأملات كيسنجر في هذا الموضوع موفقاً إلى حد بعيد، لاسيما قوله إن مشكلة منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي من ورائه، هي أن ألمانيا أكبر من اللازم بالنسبة لقيادة أوروبا، لكنها في الوقت نفسه أصغر من اللازم بالنسبة لقيادة العالم. وكونها بهذا الحجم فهي عاجزة عن الانسجام مع دول أوروبية ذات اقتصادات أصغر، تنظر إليها بعين الحسد والتحسس، بيد أنها أيضاً أقل نفوذاً من أن تستطيع قيادة جهد عالمي لحشد الدعم الذي يحتاجه اليورو حتى يستعيد عافيته. لكن ماذا بوسع ألمانيا- كما هي- أن تفعل لإنقاذ اليورو وأوروبا معاً من هذه الأزمة الخانقة؟ وهل كان بإمكانها أن تقوم بأكثر مما قامت به حتى الآن؟ ولماذا هي مطالبة بالتضحية لإنقاذ الآخرين، دون أن يكون الآخرون مستعدين للتضحية والتحمل؟ شادي عوض -باريس