أعتقد أن الدكتور أحمد عبدالملك كان محقاً في مقاله الأخير، "التقمص السياسي المطلوب"، حين شدد على أهمية المستشارين الصالحين المخلصين الصادقين، لاسيما في أوقات الأزمات واللحظات التاريخية الحاسمة في تاريخ الدول والأمم. وأعتقد أنه كان مصيباً حين تطرق بصفة خاصة إلى المحيطين بالرئيس السوري من أعوان ومستشارين، محملا إياهم جزءاً من المسؤولية عما يحدث في بلادهم من تدمير وقتل. فهؤلاء مطالبون أن يشيروا إلى رئيسهم بما فيه مصلحة سوريا وشعبها وليس فقط بما يرون أنه يحافظ على السلطة ويطيل عمرها إلى حين. إن الحكومات تتغير بينما تبقى الأوطان والشعوب، وهي الأوْلى باهتمام القادة، وإن لم يكن هؤلاء على قدر من المسؤولية، فعلى مستشاريهم ألا يزيّنوا لهم تقمص النماذج الدموية من أمثال بينوشيه، بل إن يشيروا عليهم باستحضار شخصيات ضربت المثل الأعلى في الزهد في الحكم، وأحدهم لا يزال بيننا إلى الآن وهو سوار الذهب. كمال حمود -لبنان