ضمن هذا التعقيب على مقال الكاتب محمد السماك: "الموقع العربي في المأزق الأوروبي"، أرى أن التفات أميركا عن أوروبا واتجاهها المتنامي إلى الفضاء الباسفيكي، كما أوضح ذلك الكاتب، زيادة على تطاول زمن الأزمة المالية الأوروبية، هي مما يتيح فرصة سانحة أمام البلدان العربية لتقوية شراكاتها الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لأن أوروبا المأزومة اقتصاديّاً ستكون الآن باحثة بكل الطرق عن شركاء اقتصاديين، وساعية لاستقطاب استثمارات، هذا فضلاً عن احتمال عرض كثير من الأصول والشركات الآن بأسعار مغرية، وكل هذه في منطق الاقتصاد دوافع جاذبة اليوم نحو القارة العجوز. وقبل أن يسبق استثماراتنا منافسون آخرون من آسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشمالية نفسها، أعتقد أن هذه هي لحظة الاتجاه نحو خيار دعم الشراكات الاقتصادية مع أوروبا. وأكثر من هذا أن بلداننا العربية هي الأقرب جغرافيّاً وتاريخيّاً إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط، بحكم الجوار الجغرافي، والتواصل التاريخي، وبحكم سرعة وصول الواردات والصادرات من الناحية الزمنية وإمكانية مد خطوط بحرية وسكك حديد وغيرها، وهذه ميزة أخرى إضافية تقوي فرصنا هناك مقارنة مع أطراف دولية أخرى في الشرق والغرب. عز الدين يونس - أبوظبي