مع أهمية ذلك الطرح الوارد في مقال الدكتور حسن حنفي: "الثـــورة والخرافـــة"، إلا أنني سأقترح هنا النظر إلى جانب آخر من الموضوع لم يتطرق إليه المقال، ألا وهو الجوانب الخرافية في مقولة "الثورة" نفسها. ولعل أول تلك الجوانب هو المتعلق بوهم كون الثورة قادرة على حل جميع المشكلات، وأنها عصاً سحرية أو مصباح علاء الدين، ستحضر الخبز إلى موائد الجائعين، والدواء إلى المرضى، والعمل إلى العاطلين، وأن السماء الثورية ستمطر ذهباً على الجميع. وكل هذا غير دقيق، بطبيعة الحال، فالثورات لا تحل تلك المشكلات، وإنما يحلها العمل والكد والاجتهاد من طرف أبناء أي بلد، سواء قبل الثورة أو بعدها. ثم إن لي أيضاً ملاحظة بسيطة أخرى هي أن الثورة والعلم يكادان يكونان متضادين، لأن الثورة تعني خلط الأوراق وقلب عالي الأوضاع سافلها، فيما العلم يعني العمل المنهجي المرتب، المرتبط بالواقع، والبعيد عن الأحلام الثورية. عز الدين يونس - أبوظبي