تعطي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أهميّة خاصة للقوات المسلحة من منطلق إيمانها الراسخ بأن هذه القوات هي درع الوطن والضامنة لمكتسباته، وقد عكست كلمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة استقبال سموه وفداً يضم 12 من القادة السابقين لـ "كلية زايد الثاني العسكريّة"، الذين تعاقبوا على تولي قيادتها منذ إنشائها عام 1972، هذا الأمر بوضوح، وعبّرت عن الموقع المتقدّم الذي تقع فيه القوات المسلحة ضمن أولويّات الاهتمام والتطوير والتحديث في رؤية القيادة الرشيدة، حيث أشار سموه إلى ذلك حيث قال "إننا مدينون بالفضل، بعد الله عزّ وجلّ، في تطور قواتنا المسلحة ونجاحها، إلى الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه-، ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله في ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من قدرة وجاهزية وتسلّح بالعلم والمعرفة". النجاح الكبير الذي حققته القوات المسلحة، والتقدير الذي تحظى به في الداخل والخارج، باعتبارها قوّة سلام وأمن واستقرار وتنمية، هما ثمار الدعم الكبير لقيادتنا الرشيدة، التي لا تألو جهداً في تحديثها وتطويرها لتساير أحدث ما وصلت إليه الجيوش النظاميّة في الدول المتقدّمة، فمنذ قرار توحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت علم واحد وقيادة واحدة، وبفضل دعم القيادة التاريخية لدولة الإمارات، ممثلة في المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- وإخوانه حكّام الإمارات، أصبحت القوات المسلحة الحصن الحصين للوطن تدافع عن سيادته وأمنه واستقراره، وتحفظ منجزاته ومكتسباته، وتسعى إلى تحديث قدراتها وتطويرها باستمرار، فعملت على استيعاب أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكريّة العصريّة لتبني إنساناً مؤهلاً قادراً على استيعاب مقتضيات التعامل مع هذه التقنيات، وعلى القيام بكل ما يكلّف إياه من مهام، وواصلت استراتيجية التحديث والعصرنة بنجاح على مدار السنوات القليلة الماضية، وكان لقرارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وتوجيهاته، أثرها البالغ في ما وصلت إليه من تطوّر، فقد أصبحت تقتني أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الأسلحة وصناعتها في العالم، وهو ما أحدث نقلة نوعية كبيرة في أدائها كمّاً وكيفاً في جميع فروعها البرية والبحرية والجوية. إن الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للقوات المسلّحة وتطويرها بشكل متواصل يتأسس على جملة من الاعتبارات المهمّة، أولها، أن وجود قوات مسلحة قوية تمتلك أدوات العصر أصبح ضرورة وطنية لتحقيق الأمن والاستقرار، وأيّ تطور تشهده قواتنا المسلحة لا شكّ أنه يصب في خدمة أهداف التنمية. ثانيها، أن القوات المسلحة توصف دائماً بأنّها مصانع الرجال، وتحظى دوماً بمكانة بارزة، ليس على صعيد التدريب والتأهيل العسكري فقط، ولكن من حيث مقدرتها على تكريس مفاهيم الولاء والانتماء إلى الوطن أيضاً، ولهذا ينظر إليها باعتبارها، بحقٍّ، مدرسة للوطنية الإماراتية الأصيلة. ثالثها، أن القوات المسلحة، وهي تتسلّح بأحدث الأسلحة، وتتوافر لها كل إمكانات التطوير والدعم والتحديث، تمثل إضافة إلى معطيات الأمن والاستقرار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط والعالم بوجه عام، خاصّة أنها تشارك بشكل منتظم ضمن قوات حفظ السلام الدوليّة، كما تشارك في تأمين عمليات الإغاثة والمساعدة الطبية في العديد من مناطق الأزمات والصراعات. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية