بكلمات بسيطة معبرة تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عبر برنامج "الخط المباشر" بإذاعة الشارقة، لم يكن حديثاً عاديّاً بل كان حديث أب قائد وحكيم ومثقف وحريص على أبنائه المواطنين، حديثاً عفويّاً عكس حرص سموه على الوطن والشباب وعلى المستقبل قال فيه "أنا إنسان كل همي على هذا الوطن وكل همي على هذا المواطن من صغيره إلى كبيره". كان هم الوطن حاضراً، الولاء والانتماء، الأجندات الخارجية، الشباب، كان الماضي حاضراً وكان المستقبل هاجساً، تحدث عن ملفات ساخنة وعناوين لأحداث معاصرة، فقارئ التاريخ الشيخ سلطان حدثنا عن الانتماء للوطن.. للجذور، عندما كان الاغتراب طلباً للعيش قدراً على أهل المنطقة، ولكن طلب الرزق في الكويت والبحرين والسعودية وقطر لم يغن عن الوطن فكانوا يعودون لأن جذورهم ضاربة الأعماق وضاربة في الصخر. هكذا عرف الولاء والانتماء. تحدث عن أصحاب الأجندات الخارجية ممن يسيئون للدولة، من يحتكرون الإسلام، يتحدثون باسم الإسلام، وينتسبون للإسلام، قال سموه "لا يستطيع أحد أن يزايد على ديني أنا أو دين الآخر…والحمد لله"، وكما قال سموه "فلابد من الرد ولابد من الكلام" فدولة الإمارات حكومة وشعباً لن ترضى بالمهاترات، ولن تقبل بتنفيذ أجندات غريبة على المنطقة. المواطنة تعني حقوقاً وواجبات هي جوهر الهوية الوطنية المسكونة بحب الوطن. كانت الإمارات حاضنة للجميع وستبقى، فعلى رغم الفسيفساء الاجتماعية الوطن واحد والولاء سيبقى للوطن الأم الحاضنة لكل الأطياف الفكرية ما دام الاختلاف والتنوع في إطار الوطن ويصب في مصلحة الوحدة الوطنية، ففي سياق حديث سموه استعان بحديث الأصمعي عن قصة الأعرابية التي ربت جرو ذئب سقته من حليب شاتها فلما كبر قتل الشاة وأنشدت نائحة: بقرت شويهتي وفجعت قلبي... وأنت لشاتنا ولد ربيب غذيت بدرّها ونشأت مــعها... فمن أنباك أن أباك ذيب إذا كان الطباع طبــاع سـوء... فـلا أدب يفـيد ولا أديب تحدث الأب القائد عن هم تربية الأبناء، عن النشء، عن خطط التجنيد للأطفال للشباب في المدارس والجامعات، عن العبث بالفكر باسم الدين وباسم الإصلاح، قائلًا "هذه رسالة أنا أقولها من هذا المنبر لكل الشباب وكل الآباء أن يحفظوا أولادهم…" نعم هي مسؤولية يتحملها القائد والمجتمع وردد سموه "ونتمنى إن شاء الله من كل أب يسمع كلامي يحفظ أولاده". متمنيّاً عودة الشباب الشارد إلى أحضان الوطن. فهل من مستجيب لحديث الأب صاحب السمو حاكم الشارقة؟. بكلمات بسيطة مباشرة عميقة تحدث سموه عن الولاء للوطن قائلاً "كيف تقسم بالولاء للآخرين؟".. "أنا ما طلبت منك الولاء لأنك أنت جزء مني كيف أطلب منك الولاء وأنت جزء مني؟!!..أنت أعطيت الولاء للآخرين ويا ليت هذا الولاء اللي بتحارب فيه في فلسطين… لا بتحاربني أنا. الولاء للوطن وليس للدرهم أو الدينار، الولاء للوطن فلا ولاءات عابرة للحدود. وعوداً على بدء، وفي هذا السياق نستعيد حكاية الأعرابي الذي أجار الضبع -وكان العرب يلقبون الضبع بأم عامر- وما أن نام الأعرابي حتى وثبت عليه فقتلته وأكلت لحمه، فوجده ابن عمه على تلك الحالة فانشد قائلاً: ومن يصنع المعروف في غير أهله... يُلاق الذي لاقى مُجير أم عامرِ أدام لها حين استجارت بِقُربِهِ... لها محضُ ألبان اللقاح الدرائِر وأسمنها حتى إذا ما تكاملت... فرته بأنياب لها وأظافرِ!.