تنطوي إشادة فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤخراً، بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدّولة حفظه الله على تقدير كبير لدعم الإمارات المتواصل لقضايا الإسلام والمسلمين في العالم، فقد أكد أن "ما يقدمه صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله من عطاء للإسلام والمسلمين يأتي امتداداً لما قدّمه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وذلك خلال استقباله وفداً إماراتيّاً يزور "الأزهر"، بناءً على توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، لدراسة احتياجات "الأزهر" ومؤسساته العلميّة، وتقديم الدعم اللازم لها، لتمكينها من مواصلة إشعاعها العلميّ للمسلمين. لا تألو دولة الإمارات جهداً في دعم قضايا المسلمين، ولعلّ مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -التي أشار فيها إلى "أن سياسة الإمارات الخارجيّة بنيت وفق فكر متفتح يؤمن بأن آفاق التعاون يجب أن تكون أوسع من أسباب الخلاف، فتوجّهنا إلى أشقائنا في العالم الإسلامي بروح الإسلام الحنيف لنبني معهم علاقات سليمة مع دول العالم، لنقول معاً إن الأمة التي يوجّهها الإسلام لا يمكن أن تتوجه إلى الهدم أبداً"- تجسد هذا المعنى بوضوح، وتفسر لماذا تحرص دولة الإمارات بشكل دائم على تعزيز أواصر التضامن الإسلاميّ، ليس بالقول وحده، وإنما أيضاً بمشاركات رائدة في دعم المشروعات الإنمائية والإنسانية في دول العالم الإسلاميّ، إيماناً منها بأن آلام المسلمين واحدة، وأنهم أبناء أمة واحدة، ورسالتهم واحدة. إن الدعم الذي تقدّمه دولة الإمارات إلى المسلمين وقضايا العالم الإسلامي لا يقتصر على توفير المساعدات الإنسانيّة والإنمائيّة للعديد من الدول الإسلامية فقط، وإنما يتجاوز ذلك إلى مجالات أخرى، لعلّ أبرزها في هذا السياق الاهتمام بنشر تعاليم الدين الإسلامي، وقيمه النبيلة التي تحث على التسامح والوسطية، وذلك من خلال إنشاء المساجد والمدارس والمعاهد الدينية، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في العديد من الدول، والدّفاع عن الدين الإسلامي في مواجهة الحملات والدعاوى التي تحاول النيل منه، أو تقدم صورة مشوّهة مغلوطة عن تعاليمه ومبادئه السمحة، والتصدّي كذلك لنزعات التعصب والتطرف التي يحاول بعضهم إلصاقها بالدّين الإسلامي، فضلاً عن رؤيتها الداعمة لإقامة حوار متبادل بين مختلف الحضارات والأديان والثقافات، واعتماد خطاب إسلامي يتوخى الوسطية والابتعاد عن الغلوّ والتطرف، ويحكم العقل والمنطق، ويرسخ القواعد والقوانين الدولية. لقد جاء اختيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله شخصية العام الإسلامية لـ"جائزة دبيّ الدولية للقرآن الكريم"، في دورتها الخامسة عشرة لعام 2011، تقديراً لدور سموه الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين على مستوى العالمين العربيّ والإسلاميّ، ولإسهامات سموه المميزة في الارتقاء بالعمل الإنساني، وتعظيم أوجه الاستفادة منه في الداخل والخارج على حدّ سواء، خاصّة في الدول العربية والإسلامية، فهذه الجائزة تختص بتكريم الأشخاص والجهات الذين خدموا الإسلام خدمات متميّزة، وأولئك الذين وضعوا الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية في صدارة اهتماماتهم وأولويّاتهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.