تخطّط شركة "مبادلة" لتوسعة استثماراتها الموجّهة إلى صناعة الطائرات، لتصبح واحدة من بين أكبر خمسة مورّدين لأجزاء الطائرات وهياكلها على مستوى العالم بحلول عام 2020، من خلال التوسّع في هذه الصناعة حتى تصل إلى نسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة من إجمالي مكوّنات بعض أنواع الطائرات، ولا تقتصر أهداف الشركة على هذا الحدّ، بل إنها تخطّط أيضاً إلى أن يتجه إسهامها خلال الفترة المقبلة إلى تصنيع قطع الغيار وهياكل الطائرات المصنعة من المواد الأكثر تطوّراً التي ستستخدم بشكل أكبر في صناعة الجيل المقبل من الطائرات التجارية، والأهم من هذا وذاك أن الشركة تستهدف جعل الكوادر البشرية المواطنة هي القوام الرئيس لمشروعاتها تلك، من خلال تنفيذ استراتيجيات وخطط تدريبية طويلة المدى توفر لهم الدورات والبرامج التدريبية المتخصّصة، لتمكينهم من المشاركة بفاعليّة في بناء هذه الصناعة المتطوّرة والدقيقة على أرض الوطن، لكي تكون أحد الأعمدة الثابتة في هيكل الاقتصاد الإماراتي المبني على المعرفة، ولكي تعطي لهذا الهيكل القدرة على الاستدامة وكذلك القدرة على الإسهام في تعميم استخدام التكنولوجيا المستخدمة في تلك الصناعة الدقيقة ونقلها إلى باقي القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى في البلاد. وقد وقعت بالفعل شركة "مبادلة" عقداً بقيمة مليار دولار مع شركة "بوينج" العالمية لتصنيع الطائرات، كخطوة جديدة تأتي استكمالاً لمسيرة "مبادلة" في الاتجاه نفسه، فبموجب توقيع هذا العقد تكون استثماراتها الإجمالية في صناعة مكوّنات الطائرات قد ارتفعت إلى نحو ثلاثة مليارات دولار، وبذلك أيضاً تكون الشركة قد دخلت في شراكات استثمارية مع أكبر شركتين لتصنيع الطائرات في العالم، وهما "بوينج" و"إيرباص"، بخلاف شركة "أباتشي" الأميركية أيضاً، وبهذه الشراكات فسيكون بمقدور "مبادلة" اكتساب الخبرات اللازمة ومواكبة التطوّرات العالمية في مجال صناعة الطائرات، وجعل نفسها جزءاً لا يتجزّأ من هذه الصناعة، وقد تتمكن أيضاً من أن تصبح إحدى النقاط المهمّة ضمن خطوط الإنتاج بهذه الصناعة المهمّة على مستوى العالم، لتسهم بدورها في وضع الاقتصاد الوطني الإماراتي بين الاقتصادات ذات الدور الفاعل على المستوى العالمي. وبالتوازي مع الجهود التي تبذلها شركة "مبادلة" في مجال صناعة الطائرات، تواصل شركة "آبار للاستثمار" بالتعاون مع شركة "فيرجن جالاكتيك" لإنشاء مركز للسياحة الفضائية في العاصمة أبوظبي، لتكون بذلك دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وكذلك إحدى الدول القليلة على مستوى العالم التي تضمّ مثل هذا المركز المتطوّر، ومن المخطّط أن يكون هذا المركز جاهزاً للعمل خلال خمس سنوات وفقاً للاتفاق الموقع بين الشركتين، ومن المتوقع أن يكون لهذا المركز العديد من العوائد الاقتصادية بالنسبة إلى دولة الإمارات، فهو بداية يضيف خياراً سياحيّاً جديداً إلى الرصيد السياحي للدولة، ويؤذن بدخول دولة الإمارات في صناعة الفضاء، وما يتضمّنه ذلك من تطبيق ومن ثم تعميم الاستفادة من التكنولوجيات الفضائية المتطوّرة، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا المركز لن يكون دوره قاصراً على إرسال سيّاح إلى الفضاء، ولكن سيخصّص رحلات فضائية لأغراض البحث العلمي، وبالتالي فإن هذه الأنشطة ستسهم بدورها في تدعيم المكوّن المعرفي كجزء من القيمة المضافة بالاقتصاد الإماراتي، وتخطو به خطوات كبيرة إلى الأمام تجاه الاقتصاد المبني على المعرفة. ـــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.