قرأت مقال "التراجع الأميركي والتداعيات الدولية"، لكاتبه جيفري كمب، وقد أعجبني تحليله الدقيق لتحولات خريطة القوة الدولية، حيث أوضح أن ذلك الشعور الطاغي بالقوة الذي تملّك الولايات المتحدة عقب الحرب الباردة وأفول الشيوعية، سرعان ما أفسح المجال أمام مرحلة جديدة من الشك والتساؤل، حيث بدأت دول أخرى تتهيأ للصعود، هي التي سيطلق عليه فيما بعد مجموعة "البريكس". وقد برز دور هذه الدول أكثر من ذي قبل، حين أثبتت مناعتها أمام تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي أنهكت الاقتصاد الأميركي. ويتساءل الكاتب عما إذا كانت الانتكاسات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة مجرد تراجع مؤقت في النفوذ العالمي، أم أنه دائم ومستمر؟ وهنا أعجبتني وقفة الكاتب عند العوائق والقيود التي تواجه انطلاق دول "البريكس"، وكذلك توضيحه بأن انسحاب أميركا من المسرح الدولي ستكون له تداعيات كبيرة في وقت يعاني فيه العالم من صعود التطرف وتزايد الاضطرابات التي تغذيها الصراعات على الموارد. إبراهيم مختار -المغرب