لاشك أن ذلك الطرح المهم الذي بسطه هنا مقال الدكتور عبدالحق عزوزي: "السياسة والشهرة والمال" مهم جداً لفهم آليات عمل النظم السياسية الغربية، وخاصة لجهة تأثير المشاهير وأصحاب الأموال الطائلة وجماعات الضغط ووسائل الإعلام في الاتجاه السياسي العام في الديمقراطيات الغربية الكبيرة. وفي السياق المتعلق بقوة تأثير الدعاية والشهرة في النظام السياسي ينتقد كثير من المنظرين الغربيين ديمقراطياتهم معتبرين أن في هذا الحضور الطاغي للمشاهير من فنانين ورياضيين وغيرهم نوعاً من التمييع والتسليع للوعي الجمعي العام، داعين إلى العمل على استعادة الأبعاد الثقافية والسياسية العميقة التي تجعل الجمهور يعي مختلف أبعاد قضايا الشأن العام، ويفاضل بين المقاربات السياسية المقترحة للتعامل معها. وفي رأيي أن ثمة أيضاً أبعاداً ثقافية تقف خلف كل ذلك الحضور غير العادي للمشاهير في الحياة العامة في المجتمعات الغربية، بما في ذلك المشهد السياسي، وهذه الأبعاد الثقافية زادها كثيراً التعاطي الإعلامي الغربي التقليدي الذي يبحث عادة عن الإثارة في كل شيء، ويسعى لإضفائها على أي موقف. عز الدين يونس - أبوظبي