أتفق مع السيد يسين في ما ذهب إليه في مقاله الأخير، "الشرعية الثورية في مواجهة سيادة القانون!"، حيث أوضح خطر التنافس بين "شرعية الميدان" و"شرعية البرلمان"، واللتين تلعب بهما بعض الجماعات في سلوك يطبعه الاستغلال والانتهازية، مما يفقد الشرعية الدستورية والقانونية كثيراً من هيبتها، وفي الوقت ذاته يشوه صورة "الشرعية الثورية" وينفر الناس منها. وفي رأيي أنه لا تجوز المجاوزة بين الشرعيتين، فالشرعية الثورية حالة مؤقتة وعابرة ولا يمكن الاعتماد عليها طويلاً، وهي تنتهي بمجرد أن تبدأ الشرعية الدستورية التي تمثل حالة مستقرة ومستديمة. أما أن نذهب من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية، ثم ننكفئ من الأخيرة إلى الأولى كلما قلّت حليتنا وتقلّصت أوراقنا، فتلك هي الانتهازية السياسية بعينها! جمال عمرو -القاهرة