عملة موحدة للاتحاد "الأوراسي"... وأزمة "اليورو تُخيم على قمة "العشرين" هل يمكن لقمة العشرين وضع حد للأزمة المالية الأوروبية؟ وكيف بمقدور روسيا إعادة تجربة العملة الموحدة مع جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق؟ وإلى أي مدى وصلت تطورات أزمة "اليورو"؟ وماذا عن مشاركة روسيا في معرض "يوروساتوري" للسلاح في فرنسا؟... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. قمة "لوس كابوس" تحت عنوان "أسئلة عالمية لمجموعة الـ "20”، نشرت "ذي أستراليان" الأسترالية يوم أمس افتتاحية، رأت خلالها أنه بعد عام على انعقاد قمة العشرين في فرنسا، وبعدما فشلت القمة في توفير الدعم المالي المطلوب لاحتواء أزمة الديون التي تعاني منها دول منطقة "اليورو"، من الخطأ أن نتوقع إحراز تقدم على طريق احتواء هذه الأزمة في قمة العشرين التي انطلقت فعالياتها أمس بمنتجع "لوس كابوس" المكسيكي. وحسب الصحيفة، دعت رئيسة الوزراء الأسترالية في بيان مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي قمة العشرين بأن تطالب أوروبا باتخاذ قرار حاسم لمواجهة الأزمة المالية. وضمن هذا الإطار، أكد الرئيس الأميركي، حاجة منطقة "اليورو" إلى خطط مالية معقولة، واستراتيجيات للنمو، تعزز الاستثمار وتحرر أسواق العمل وتشجع المنافسة. وثمة مطالبات أميركية وأسترالية لصندوق النقد الدولي بزيادة الدعم المقدم للأوروبيين ليتخطى 430 مليار دولار، وأن يتم تدشين بنك أوروبي للتأمين على الودائع، وهي فكرة يتبناها أوباما ورئيس الوزراء البريطاني، لكن ترفضها ألمانيا. وبما أنه لا يوجد سوى فرنسا وألمانيا وإيطاليا ضمن أعضاء مجموعة العشرين، فإن ثمة حدود للرأي الأوروبي، الذي سيتم طرحه خلال قمة العشرين التي ستلتئم في "لوس كابوس". الصحيفة تؤكد أن الأزمة الأوروبية لم تعد أوروبية، فقط، إنها أزمة الجميع، خاصة مجموعة العشرين التي تسهم اقتصاداتها في 90 في المئة من الاقتصاد العالمي. وحسب الصحيفة، فإن إعادة انتخاب أوباما في نوفمبر المقبل، باتت مهددة جراء التداعيات الناجمة عن أزمة "اليورو" وتأثيرها على الاقتصاد الأميركي، خاصة ما يتعلق بتوفير الوظائف، وربما يدفع هذا التخوف أوباما إلى حث الأوروبيين أثناء القمة على تفعيل اتحاد بنكي مواز لاتحادهم النقدي، وأن يتم تخفيض تكلفة الإقراض خاصة بالنسبة للدول الضعيفة، وضخ أموال لتحفيز الاقتصاد على النمو، وجميعها خطوات ستحظى بتأييد رئيسة الوزراء الأسترالية، لكن السؤال المطروح هو: إلى أي مدى ستتعاون دول أعضاء في مجموعة العشرين مثل روسيا والصين. المأمول أن تتحد قادة دول مجموعة العشرين، لإنقاذ الاقتصاد العالمي، وممارسة الضغوط المطلوبة على قادة منطقة "اليورو" وإقناعهم بأن الوقت قد حان للتصرف بجدية وحسم لمواجهة الأزمة. الاتحاد الأوراسي في "ذي موسكو تايمز" الروسية، يوم أمس، وتحت عنوان (ماذا عن أزمة "اليورو"..روسيا تسعى لتدشين عملة موحدة)، قالت "إرينا فيلاتوفا"إن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف لفت الانتباه إلى عملة موحدة للاتحاد الأوراسي (الذي يضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق")، وذلك تحسباً لمخاطر متنامية في أسواق المال العالمية. وحسب الكاتبة، فإن رئيس الوزراء الروسي طرح عملة موحدة لجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، كمشروع على المدى البعيد، ومن المتوقع أن يبدأ تفعيله في عام 2015 . ويشار أيضاً إلى أن فكرة الاتحاد الأوراسي كان بوتين قد أفصح عنها في أكتوبر 2011. وفي مقاله نشره في صحيفة "إيفيستا"، نوّه "بوتين" إلى أن الاتحاد الأوراسي سيتكامل بوتيرة تفوق الوتيرة القائمة حالياً في الاتحاد الجمركي، الذي يضم روسيا وبيلاروسيا وكازخستان، وهذا الاتحاد سيتم توسيعه ليضم جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق مثل قرغيزستان، وطاجكستان. ونقلت كاتبة التقرير عن "إليكسي بورتانسكي"، أستاذ الاقتصاد الدولي، قوله إن طرح عملة موحدة سيسهل من عمليات التجارة والتدفقات المالية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوراسي، وسيقلل من مصاريف تغيير العملات، ويسهل انتقال الناس عبر الحدود، لكن دخول هذه العملة حيز التنفيذ أمر يتطلب وقتاً طويلاً، وليس هناك خلفية اقتصادية مشتركة تجعل من هذه العملة تطوراً على وشك الوقوع. وقياساً على ما جرى في أوروبا الموحدة، فإن النقاش الذي دار حول العملة الأوروبية الموحدة يعود إلى منتصف عقد السبعينيات، وآنذاك كانت الأسواق المحلية للدول المنضوية في الاتحاد الأوروبي تشكل ما نسبته 65 في المئة من إجمالي تجارة المنطقة، وبعد 20 عاماً انطلقت العملة الأوروبية الموحدة وتحديداً في عام 1999. تطورات أوروبية يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "قادة الاتحاد الأوروبي يتظاهرون بأنهم رأوا النور"، كتب "كيفين رافريتي" مقالاً في"جابان تايمز"، استهله بالقول إن مسلسل الاضطراب اللانهائي الذي يعاني منه "اليورو" بدأ يسفر عن تطورات منها أن إسبانيا قبلت الحصول على 100 مليار يورو ضمن خطة لإنقاذ نظامها البنكي المتعثر، لكن رئيس وزرائها تظاهر بأن هذا مجرد رافد للائتمان، أما قبرص، فقد تحتاج إلى الاقتراض، وفي غضون ذلك ارتفعت قيمة السندات الإسبانية والإيطالية من جديد، وقادة أوروبيون كثر أعلنوا التكامل الأوروبي فقط هو السبيل الوحيد لحل المشكلات الأوروبية. كيفين يرى أن المسلسل الأوروبي سيتواصل، خاصة في ظل تساؤلات حول ما إذا كانت اليونان ستتعافى من الأمة أم ستضطر للخروج من "اليورو"؟ وهل فعلت إسبانيا ما يكفي لإصلاح اقتصادها؟ ومتى سيتم الاعتراف بانكشاف الاقتصاد الإيطالي؟ ومن سيتأثر أولاً: فرنسا أم ألمانيا؟ المشهد متواصل، وسيجذب بقية دول العالم إلى أن تعيد أوروبا "اكتشاف النمو". لكن إلى الآن لا يوجد دليل على الطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق هذا النمو. الكاتب أشار إلى توقعات "خوسيه مانويل باروسو" رئيس المفوضية الأوروبية مفادها أن اتحاداً بنكياً معززاً بجهاز إشرافي لديه صلاحيات على جميع قادة الاتحاد الأوروبي، قد يرى النور خلال العام المقبل. أما "كريستين لاجارد" مدير صندوق النقد الدولي، فترى سوق المال الأوروبي بحاجة إلى إطار أكثر تكاملاً. لكن هل سرعان ما نرى الاتحاد المالي الأوروبي، أو الاتحاد البنكي الأوروبي وحتى أوروبا جد موحدة؟ المستشارة الألمانية تراجعت عن أي اتحاد فوري، داعية إلى مقاربة تقوم على منطق "خطوة...بخطوة، وأن هذه المقترحات يصعب مناقشتها في قمة أوروبية واحدة". دبابات روسية تحت عنوان "دبابات روسيا الفائقة وعرباتها المدرعة تغزو أوروبا"، خصصت "البرافدا" الروسية أحد تقاريرها يوم الجمعة الماضي، لرصد مشاركة بعض شركات السلاح الروسي، في معرض "يوروساتوري" للسلاح الذي انعقد خلال الفترة من 11 إلى 15 يونيو الجاري في باريس. الصحيفة استهلت تقريرها بالقول إن نائب رئيس الوزراء الروسي "ديمتري روجوزن" أثنى على الصناعات العسكرية لبلاده، مشيراً إلى أن الأسلحة الروسية لا تقل جودة بل تتفوق على أسلحة مناظرة في حيث المعايير، مركزاً على بنادق القنص، التي تنتجها شركة روسية خاصة تحظى بدعم من الحكومة الروسية، وتصدر منتجاتها إلى أوروبا. التقرير لفت الانتباه إلى أنه لأول مرة منذ سنوات طويلة، تشارك روسيا في معرض بالخارج بنماذج لأسلحة صغيرة ومركبات قتال، وهي نماذج مطوّرة لا تعود إلى الحقبة السوفييتية فقط، بل أيضاً تعرض أسلحة جديدة تماماً. روسيا شاركت في المعرض بـ14 شركة تعمل في الصناعات العسكرية من بينها "روزبورو نإكسبورت" و"إنستريمنت ديزاين بيرو" و"أوروال فاجونزافود" و"إزهامش"...وغيرها. وخلال المعرض تم طرح دبابة من طراز 90C التي تم تطويرها ودعمها بعربة قتال، والدبابة مجهزة بأجهزة تصويب حديثة، ويجرى تسويقها في الهند وبلدان شمال أفريقيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق وأيضاً في جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية ووسط أفريقيا، ومن المقرر أن يتم إطلاق الدبابات الجديدة في 2013. إعداد: طه حسيب