قرأت المقال المنشور هنا تحت عنوان: "حوار بلا أوهام" للكاتب غازي العريضي، وضمن هذا التعقيب الموجز سأكتفي بالإشارة إلى أن التفاهم بين مختلف أطياف المشهد السياسي اللبناني بات اليوم هو الخيار الوحيد. فقد جربنا في لبنان سنوات مديدة من الصراع السياسي العقيم والصراع المسلح المرير، ولم تتكشف الحرب الأهلية عن إمكانية فرض أي طرف لأجندته على بقية الأطراف اللبنانية الأخرى. بل اقتنع الجميع في النهاية بأن الحوار والتفاهم والمصالحة الوطنية هي الحل الوحيد القابل للنجاح. بل إن من مظاهر عبقرية لبنان الوطن والشعب ثراؤه الطائفي والثقافي، وتعدديته السياسية، وكونه قنطرة وصل بين الشرق والغرب، ولذا فلا يمكن أن يكون فيه أي مكان لمنطق الإقصاء والاستئصال، بل لابد أن يحافظ على التعدد والوحدة في الوقت نفسه، وأن يسير في طريقه نحو المستقبل بتوافق جميع قواه وطوائفه. وهذا ما ينبغي أن يعرفه الجميع، بدلاً من الانخراط في حروب وكالة باسم بعض اللاعبين الإقليميين الذين لم يربح لبنان من تدخلاتهم سوى التسبب في الحروب الأهلية، والسعي لتفكيك لحمته الوطنية. وائل عقيل - بيروت