لا شك أنها معضلة عميقة تلك التي تعانيها اليونان حالياً، فهذا البلد الذي يعد مهد الحضارة الغربية ومنطلقها الأول، يمر بأزمة مالية عويصة. وقد أعجبني تصويف محمد عارف لهذه الأزمة، في مقاله "الربيع الأوروبي في اليونان"، حين أوضح مدى استحكام حلقات الأزمة وتعمّق أركانها على نحو غير مسبوق. ففيما يعجز اليونانيون حتى عن سداد فوائد ديونهم الحالية، فإن الديون التي يحاولون اقتراضها ستجعلهم مطالبين بتدبير ضعفي الديون الحالية وفوائدها معاً خلال أقل من ثلاث سنوات! فهل سيلجأون حينذاك للاقتراض مجدداً فتتعمق الأزمة ويسوء الموقف؟ المشكلة أنه لا توجد جهة تقبل المجازفة بإقراضهم المال اللازم لسداد القروض! أحمد حسن -أبوظبي