تولي الدولة اهتماماً بالغاً بنشر ثقافة التميّز داخل الوزارات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص كافة، من منطلق الإيمان بأن هذا هو المدخل إلى الارتقاء بالأداء الحكومي، ويتضح هذا بجلاء في الحرص على تكريم المتميّزين كل عام، وتحفيز الآخرين للارتقاء بأدائهم، وهذا ما أشار إليه بوضوح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، مؤخراً، خلال حفل تكريم موظّفي وزارة شؤون الرئاسة، فقد أعرب سموه عن "أمله أن يكون هذا التكريم حافزاً للجميع للمثابرة على تطوير الأداء، وتحسينه باستمرار بما ينسجم مع معايير التميّز الذي تحرص الوزارة على أن يكون سمة غالبة في مستويات العمل كلّها". نشر ثقافة التميّز أصبح نهجاً تتبعه مختلف الوزارات والهيئات الحكومية، التي تحرص على تحفيز موظّفيها على الارتقاء بأدائهم، وتنمية مهاراتهم بشكل متواصل، والدليل على ذلك أن كثيراً من الجوائز قد أنشئت لهذا الغرض، منها، على سبيل المثال لا الحصر، جائزة "وزير الداخلية للتميز" التي تتضمّن العديد من مجالات التميز المؤسسي، كالموظف المثالي، والموارد البشريّة، وأفضل فريق عمل مشترك، وإدارة الأداء، والاستخدام الأمثل للخدمات الإلكترونيّة، والاتصال الحكومي، والإبداع. وهناك مبادرة "التميز المؤسسي" أيضاً، التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية، التي تتضمّن سبعة برامج لنشر ثقافة التميز بأساليب مبتكرة، وتوفير بنية تحتية له، وغرس قيمه، ونشر ثقافته ومبادئه، من أجل الارتقاء بالأداء داخل الوزارة. هذه الجوائز لا تنفصل عن المبادرات العامّة التي تتبنّاها الدولة وقيادتنا الرشيدة من أجل نشر ثقافة التميز، مثل "برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي"، الذي يهدف إلى تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله بتمكين القطاع الحكومي في الدولة من التفوّق في أنظمته وأدائه وخدماته ونتائجه، بما يعزز ثقافة الإبداع والولاء والتميز لدى موظفي القطاع الحكومي كافة. وهناك "جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز" أيضاً، التي تسهم بشكل فاعل في تمكين موظفي الحكومة الاتحادية، وتفعيل دورهم لتولّي مسؤوليات العمل الحكومي المختلفة، إلى جانب أهميتها في تأصيل ثقافة التميز والإبداع في نفوس الموظفين لتقديم الأفضل في خدمة الوطن، وتحقيق آمال شعب الإمارات وقيادته وتطلّعاتهما. حينما يتحول التميز إلى ثقافة في أي مجتمع من المجتمعات، فإن ذلك يكون دليلاً على حيوية هذا المجتمع، وامتلاكه الأساس القوي للتقدّم والرقي، وهذا لا شك أنه ينطوي على مردودات إيجابية عديدة، أولها، الارتقاء بالأداء داخل مؤسسات الدولة ليصل إلى المستويات العالميّة المطلوبة، فوجود جائزة تمنح للمتميزين، سواء كانوا مؤسسات أو أفراداً، يحفز على الارتقاء بالأداء ومستوى الخدمات التي يتمّ تقديمها إلى أفراد المجتمع. ثانيها، التنافس الإيجابي البنّاء بين مؤسسات الدولة المختلفة، فحينما يتمّ تكريم وزارة أو مؤسسة ما لإنجازاتها وتميزها، فإن ذلك يكون حافزاً للمؤسسات الأخرى على الإنجاز والتميّز، وتكون النتيجة العامة لذلك كله هي الارتقاء بالأداء الحكومي والنهوض به، والوصول إلى الهدف الأسمى، وهو "حكومة المتميزين". ثالثها، أن تكريم المتميزين من الأفراد يصبّ في خدمة الارتقاء بالموارد البشرية، لأنه يدفع الأفراد العاملين في مؤسسات الدولة المختلفة إلى تنمية مهاراتهم، وإتقان المهام التي يمارسونها، وهذا الأمر فوق أنه يسهم في بناء الكوادر الوطنية المؤهّلة، يعدّ مدخلاً مهماً نحو اكتشاف المواهب البشرية التي تمتلك صفات القيادة في مختلف مواقع العمل والإنتاج. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية