تتبنّى وزارة الداخلية رؤية شاملة للتحديث والتطوير المستمر، ليس من أجل الارتقاء بالخدمات التي تقدّمها إداراتها المختلفة لأفراد المجتمع فقط، وإنما لأن ذلك أيضاً هو جوهر استراتيجيتها الأمنية التي تسعى إلى جعل دولة الإمارات واحدة من أكثر دول العالم أمناً وسلامة، ولذلك كان من الطبيعي أن تحصل على الكثير من جوائز التميّز في الآونة الأخيرة، أحدث هذه الجوائز هو فوزها بجائزتين عالميتين في مجالات الجودة العالمية والخدمة العامة، حيث حصلت القيادة العامة لشرطة أبوظبي على جائزة "النجمة العالمية لقيادة الجودة" عن الفئة البلاتينية، التي منحتها مؤسسة "بي آي دي-بيزنس إنيشياتيف دايركشنز العالمية"، التي تعدّ إحدى أكبر الجهات التي تقوّم الأداء المؤسسي في العالم، من حيث رضا الجمهور والمواطنين وطالبي الخدمات، في التعامل مع المؤسسات الخدمية في العالم، كما حصلت القيادة العامة لشرطة دبي على المركز الأول في جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة لعام 2012 عن فئة "تعزيز إلغاء الفوارق بين الجنسين". الفوز بهاتين الجائزتين هو نتاج مباشر لمرتكزات "مرحلة التمكين" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- وهي مرتكزات تمنح أولوية استثنائية لثقافة عمل قائمة على التميّز، كما أنه أيضاً نتاج للرؤية الأمنية العصرية التي تتبنّاها وزارة الداخلية، التي تعلي من قيم الإبداع والعمل بروح الفريق، وتحترم حقوق الإنسان وتلتزم الصدق والأمانة والعدل، وتجعل من التحديث والتطوير المستمر أولوية رئيسة ومنهاجاً لعملها، وهي منظومة القيم والمبادئ التي تتجاوز المفهوم الضيّق للأمن إلى رؤية أكثر اتساعاً وعمقاً، بالشكل الذي يجعل من الوزارة دوماً عنواناً للنجاح والإنجاز. لقد حصدت وزارة الداخلية في شهر مايو الماضي عشر جوائز من "جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز" في دورتها الثانية، ضمن "برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي"، وذلك للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي يؤكّد أنها أصبحت بالفعل نموذجاً وطنياً للنجاح والتميّز، وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما هو نتاج استراتيجية التحديث والتطوير المتواصل لعناصر العمل الشرطي، سواء كان ذلك من خلال تدريب العنصر البشري بإطلاعه على أحدث نظريات الإدارة والتنمية البشرية، أو في استخدام أحدث نظم تكنولوجيا المعلومات من جانب الإدارات المختلفة، الأمر الذي جعل من مستوى الخدمات المقدّمة إلى أفراد المجتمع تضاهي المعايير العالمية، سواء في جودتها أو في سرعة إنجازها. ولعل حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الرابعة عالمياً في مجال كفاءة خدمات الشرطة، وفق تصنيف "التقرير الدولي لتمكين التجارة 2010"، الذي يصدر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي"، يؤكد ذلك، فهذه المرتبة المتقدّمة، التي حققتها الإمارات في مجال كفاءة خدمات الشرطة، وتفوّقت فيها على العديد من الدول المتقدّمة، تعكس بوضوح المستوى المتميّز لأداء الأجهزة والإدارات الشرطية المختلفة في الدولة، ونجاحها ليس في تقديم خدماتها الأمنية بكفاءة عالية إلى أفراد المجتمع فقط، وإنما في توفير المناخ الآمن لممارسة النشاطات الاقتصادية المختلفة أيضاً. المؤكد أن جوائز التميّز التي حصلت عليها وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة لن تكون الأخيرة، وإنما هي مؤشر إلى الديناميكية والحيوية والفاعلية التي تميّز أداءها في مختلف الإدارات، وهي لا شك في انتظار المزيد من جوائز التميّز والإبداع في مجالات أخرى.