جدل متجدد حول موت عرفات...ودعوة لانخراط إسرائيلي في الأمم المتحدة أصداء عودة الجدل حول أسباب موت عرفات، وتسريبات ويكيليكس الأخيرة حول النظام السوري، ودعوة لانخراط تل أبيب في وكالات الأمم المتحدة، وإشادة بدور أوباما في تفعيل قانون الرعاية الصحية... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. استعادة الأجندة تحت عنوان "من يهتم بعرفات؟"،نشرت "يديعوت أحرونوت" يوم أمس مقالاً لـ"جاي بشور"،انتقد خلالها انهماك قناة "الجزيرة" القطرية في الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل، وبدت كأنها فلسطينية أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.القناة جعلت خلال الانتفاضة الأخيرة مقتل محمد الدرة "مقطوعة متلفزة" تُبث كل 15 دقيقة، كي تثير الشارع العربي، وتحوِّل الانتفاضة الأخيرة إلى شأن عربي بل وعالمي أيضاً.وخلال العامين الماضيين عانت "الجزيرة" من مشكلات في تقبل الواقع الذي يعيشه العالم العربي، وثمة مشكلات متعددة يعاني العرب منها مثل الفقر والبطالة وتراجع مستوى التعليم والشعور باليأس. وحسب الكاتب، بدأت المحطة الفضائية في الترويج لتقارير من شأنها إعادة القضية الفلسطينية إلى والواجهة، وضمن هذا الإطار، ركزت على قضية السجناء الفلسطينيين، وأخذت تروج لهم.لكن العالم العربي لم يعد مهتماً بما يسميه الكاتب "واقعاً متخيلاً " تروج له "الجزيرة". المحطة أعلنت أنها عملت منذ شهور على تحقيقات تتعلق بموت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبدأت العناوين تتحدث عن اكتشاف "الجزيرة" مادة البلونيوم المشعة في ملابس عرفات، هذا الخبر تم بثه تلفزيونياً وعلى شبكة الإنترنت، وظهرت أرملة عرفات بكثافة في البرامج التلفزيونية. الكاتب يقول إن مسؤولي القناة ابتسموا وبدت عليهم علامات الرضا، استناداً إلى أنهم سيهزون الشرق الأوسط ويستعيدون الأجندة القديمة. صحيح أن تقارير "الجزيرة" لا تدين إسرائيل، لكنها أشارت إلى أن المسؤولية تقع على بلد لديه مفاعل نووي يستطيع توفير هذه المادة القاتلة.النتيجة كانت مربكة، ذلك لأن القصص الإخبارية الواردة عن سوريا تستقطب اهتمام المشاهدين والمعقبين سواء على برامج "الجزيرة" أو موقعها الإلكتروني، وخبر التحقيق في وفاة عرفات لم يستأثر باهتمام كثيرين، بل تابعة عشرات المهتمين فقط، وقد تلقت أرملة عرفات تعليقات من بينها أحد الغاضبين من كندا، الذي يرى أن "الأسد يحرق سوريا ويذبح شعبها، بينما الجزيرة، تجهز تحقيقات حول مقتل عرفات مر عليها قرابة عشر سنوات". وينوّه الكاتب أن إحدى القنوات العربية المنافسة لـ"الجزيرة" قالت إن ما توصلت إليه القناة القطرية ليس دليلاً قاطعاً على أن عرفات قد قُتل. "الجزيرة" تحاول استعادة "أجندة عربية قديمة"، وهي أجندة يصفها الكاتب بالمخُترَعة إلى حد كبير وبأن الزمن قد تجاوزها. وبدلاً من وضع فخ لإسرائيل، ينبغي على "الجزيرة" الانخراط في قضايا تهدد وتضايق المواطنين العرب، علما بأن هذه القضايا لا تتضمن إسرائيل. وفي الموضوع ذاته نشرت "جيروزاليم بوست" يوم الأربعاء الماضي افتتاحية عنونتها بـ"موت عرفات"، قالت خلالها إن "قناة الجزيرة كشفت يوم الثلاثاء الماضي أن معملاً سويسرياً حصل من سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل على بعض متعلقاته الشخصية منها ملابس وفرشاة أسنان، وثبت أنها ملوثة بعنصر بولونيوم مشع بُعرف بـ"بولونيوم 210”، وهو العنصر الذي أودى قبل ستة أعوام بحياة الجاسوس الروسي المنشق "ألكسندر ليتفيننكو" في العاصمة البريطانية. لكن مختبر "لوزان" السويسري أكد أنه لا يمكن الجزم بالنتيجة قبل أن يتم فحص رفات عرفات، علماً بأن السلطات الفلسطينية قد توافق على ذلك في حال طلبت سها عرفات الإقدام على هذه الخطوة. سوريا و"ويكيليكس" يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "ويكيليكس بدأت تكشف ملايين الوثائق والرسائل الخاصة بالنظام السوري"، نشرت "هآرتس" تقريراً مفاده أن موقع ويكيليكس بدأ الخميس الماضي في بث مواد تتعلق بالدوائر الداخلية للنظام السوري، وضمن هذا الإطار، هناك ما يزيد على 2.4 مليون وثيقة تم الحصول عليها من 680 موقعاً إلكترونياً سورياً بما فيها مواقع وزارية كالخارجية والمالية والإعلام والثقافة والمواصلات وشؤون الرئاسة. هذه الوثائق حساسة بالنسبة للنظام السوري، وأيضاً بالنسبة للمعارضة السورية. وحسب مؤسس "ويكيليكس"، فإن هذه الوثائق لا تكمن فائدتها بمجرد تبرير النقد لهذا الفصيل أو ذاك، بل إنها تساعد على فهم مصالح المجموعات وطريقة تفكيرها وتصرفاتها. التسريبات تضم 2434899 حساباً للبريد الإلكتروني ورسائل إلكترونية تم بثها لقرابة 1082447 جهة. وبالنسبة للغات المستخدمة في هذه الرسائل، نجد العربية والروسية، كما كشفت الوثائق عن تعاون بين الأمن السوري وإحدى الشركات الإيطالية، التي زودت دمشق بتقنية من خلالها تستطيع أجهزة الشرطة التواصل بطريقة مأمونة وفعالة. ويشار أيضاً إلى أن ثمة وثائق تم الإفصاح عنها مطلع العام الماضي، مفادها أن إيران تساعد سوريا من خلال انتهاك نظام العقوبات المفروضة على الأخيرة، ومساعدتها على ارتكاب مجازر بحق المدنيين، ناهيك عن وثائق مفادها أن إيران منحت النظام السوري ما يزيد على مليار دولار كي تتغلب دمشق على حظر تصدير النفط ومجابهة عقوبات تتعلق بالطيران المدني والبنك المركزي السوري. الانخراط الدولي يوم أمس، وتحت عنوان "حان الوقت كي تلحق إسرائيل بالعالم"، كتب "هيرش جودمان" مقالاً في"جيروزاليم بوست"، أشار خلاله إلى أن الإسرائيليين - واليهود عموماً- يحبون الشكوى، والإفصاح عن مدى كره العالم لهم، واعتبار أن هذا الكره مصدر شرعية. الكاتب يطالب بضرورة أن تتخلص الدولة العبرية من عقدة الضحية، خاصة وأن عمرها وصل إلى 65 عاماً وعلى الإسرائيليين أن يحيوا حياتهم دون أن يكون لزاماً عليهم تعريف أنفسهم للآخرين، أو السعي للحصول على قبولهم. جودمان يرى أيضاً أنه لابد من وقف الشكوى والأنين، والامتناع عن رصد "التحيز" في العبارات الواردة في وسائل الإعلام. ويقول: حان الوقت لتصبح إسرائيل جزءاً من الأسرة الدولية، وجزءاً من آليات الأمم المتحدة، وذلك بدلاً من الاختباء وراء مزاعم مفادها أن أغلبية أعضاء الأمم المتحدة يكرهون إسرائيل. الكاتب، وهو باحث رئيسي بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، يطالب الإسرائيليين بأن يُغرقوا الأمم المتحدة بكوادر لديها القدرة على المساهمة في مجالات مهمة كالزراعة والصحة والتعليم، ويطالب أيضاً بانخراط عناصر الشرطة والجيش الإسرائيلية في قوات حفظ السلام وأن تستخدم إسرائيل تقنياتها في مساعدة العالم في مكافحة القرصنة. ويتعين على إسرائيل أيضاً أن تصبح أكثر نشاطاً في الصليب الأحمر الدولي، فلدى تل أبيب خبرة في مجالات كالبحث والإنقاذ والطب الميداني، ولا توجد سوى دول قليلة تتفوق على إسرائيل في هذه المجالات. الرعاية المطلوبة تحت عنوان "هذا يجب أن يحدث لنا"، خصصت "أميلا روزنبلم" مقالها المنشور بـ"هآرتس" يوم أمس ،مستنتجة أن بإقرار الرعاية الصحية لجميع الأميركيين، تدخل الولايات المتحدة عصراً جديداً، فقد أصبح أوباما هو أول رئيس "ديمقراطي" يحول أميركا إلى بلد يحصل فيه كل فرد على خدمات الضمان الصحي. وتقول الكاتبة، في أي مكان من العالم يفضل الجميع أن يكونوا أثرياء وأصحاء بدلاً من أن يكونوا فقراء ومرضى، لكن في الولايات المتحدة – إلى أن صدر قانون الرعاية الصحية- كان الفقر والمرض أشبه بعقوبة الإعدام، فقبل هذا القانون كان الأميركيون الذين يرفض أرباب أعمالهم تغطية مصروفات علاجهم، يضطرون لدفع مبالغ ضخمة للصرف على الخدمات الصحية. إعداد: طه حسيب