أبدى المجتمع الدولي إلى الآن قدراً من التردد في التعاطي مع الأزمة السورية، مما أفسح المجال أمام نظام دمشق للتصرف كما يحلو له حيال شعبه ومعارضيه. وكان ذلك مفهوماً بالنظر إلى حسابات روسيا التي تربطها مصالح مباشرة بنظام الأسد، لكن ما يبقى غير مفهوم لكثيرين هو تلك السلبية التي تطبع الموقف الأميركي في بعض اللحظات حيال الأزمة السورية، حيث تبدو واشنطن وكأنها مترددة في الانحياز للمعارضة المدنية ولخيار الشعب السوري الذي قرر الخلاص من نظامه. وأعتقد أن الولايات المتحدة، كدولة عظمى لها مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، لا يمكن ولا ينبغي لها أن تبقى في الهامش، ذلك أن من شأن وجود دولة فاشلة في سوريا، أن يمتد بتأثيراته المباشرة إلى العراق ولبنان، كما سيؤدي إلى تدفق اللاجئين نحو تركيا وبلدان مجاورة أخرى... وعندها يجد العالم نفسه مجدداً أمام أزمة إقليمية مركبة، إنسانية وسياسية وأمنية، يصعب حلها دون تقديم أثمان باهظة! ياسر محمد -القاهرة