تتأهب إمارة أبوظبي إلى إضافة لبنة جديدة إلى بنائها المتطور في قطاع الطاقة المتجددة، عندما يتم افتتاح محطة "شمس 1" للطاقة الشمسية خلال الربع الأخير من العام الجاري، وهي المحطة التي أنجِزَ حوالي 90 في المئة من أعمالها حتى الآن، وفقاً لشركة "مصدر" القائمة على تنفيذ المشروع. وعند اكتمال هذا المشروع وإدخاله في العمل ستكون إمارة أبوظبي قد امتلكت بالفعل أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في العالم، بطاقة توليد تبلغ 100 ميجاوات وتكلفة تقدر بنحو 2.2 مليار درهم (600 مليون دولار). وتتميز هذه المحطة، إلى جانب هذا الحجم الاستثنائي، بأنها صممت بشكل يتيح إمكانية إضافة توسعات إضافية إليها في المستقبل، بما يلبي الحاجات المتنامية والطلب المتزايد على الطاقة، تماشياً مع النمو السكاني والتطور الاقتصادي والتنموي الذي تشهده الإمارة كجزء من حالة النمو والازدهار التي تعيشها دولة الإمارات كلها. إن استخدام الطاقة الشمسية يعد أحد الخيارات الأكثر جدوى اقتصادية في الوقت الحالي للحصول على الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، خاصة أنه الخيار الذي حصل على نصيبه الوافر من التقدم التكنولوجي مقارنة بباقي البدائل. كما أن هناك ميزة أخرى تضاف إلى ذلك، وهي الميزة التي تتمتع بها إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام بوضع استثنائي، ألا وهي ميزة التوافر مقارنة بباقي البدائل، لما تتمتع به الدولة من مستويات عالية من السطوع الشمسي على مدار أيام السنة ومواسمها، هذا إلى جانب توافر المساحات الصحراوية التي يمكن استغلالها في إنشاء المحطات التي تمكن من توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى إمكانية تصديرها أيضاً. وبالانتهاء من تنفيذ مشروع "شمس 1" تكون إمارة أبوظبي قد نجحت في قطع خطوة جديدة إلى الأمام على طريق التحول إلى عصر الطاقة المتجددة، وتكون قد أضافت لبنة جديدة ومتميزة في البناء الإماراتي الشامخ في مجال الطاقة المتجددة، الذي استطاعت الدولة فيه أن تضع نفسها في مكانة متميزة على المستويين الإقليمي والعالمي، من خلال ما بذلته من جهود حثيثة على مدار العقود والسنوات الماضية لتنفيذ المشروعات والمبادرات المتميزة، التي لم تقتصر على الطاقة الشمسية فقط، بل امتدت لتضيف لبنات جديدة إلى القطاع في مجالات طاقة الرياح، فأقامت مشروعات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح. وفوق هذا وذاك لا تتوقف جهود إمارة أبوظبي ودولة الإمارات كلها عند حد معيـن في مجال الطاقة المتجددة، بل إن خططها وبرامجها في هذا الشأن تتميز بالطموح الذي لا تحده حدود ولا آفاق، وهي لا تدخر جهداً في مواكبة كل ما هو جديد على المستوى العالمي في المجال نفسه، وتخصص الاستثمارات اللازمة دون قيود أو حدود، بما يسمح لها بالتحرك بحرية والإسهام في الجهود العالمية في نطاق الابتكار وإنتاج التطبيقات والأدوات الجديدة التي تتيح لها في المقام الأول إمكانية الاستفادة المثلى مـما هو متاح لها من موارد وإمكانات لاستغلال هذه الطاقات، وتتيح لها في المقام الثاني دفع المسيرة العالمية في اتجاه التحول إلى عصر الطاقة المتجددة. ــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.