الذي نراه في هذه الصورة ليس مشهداً لأطفال يتسلون ويختبرون قدرتهم على التوازن فوق عمود رفيع ممتد، بل لأطفال يحاولون العبور والوصول في أمان إلى الجانب الآخر من الماء. فالماء هنا في قرية "بورهابورهي"، الواقعة على بعد 65 كيلومتراً شرق مدينة "جوهاتي" الهندية، لم يترك مجالا للعب أو اللهو في حياة الكثيرين، بعد أن تضرروا وأصبحت حياة بعضهم مهددة. فقد أدى استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدى الأيام الماضية إلى ارتفاع منسوب مياه نهر "براهما بوترا" وفروعه، مما أدى إلى سيول وفيضانات في العديد من مناطق ولاية "سام"، وضمنها قرية "بورهابورهي"، حيث نرى هؤلاء الأطفال وهم يعبرون جسراً مصنوعاً من عصي الخيزران لاجتياز منطقة غمرتها السيول في قريتهم. فقد أحدثت هذه السيول حالات انجراف للتربة، ودمرت الكثير من المزارع والمحاصيل الزراعية، وهي عماد الحياة الاقتصادية للقرية والقرويين. بل إن بعض الأسر فقدت بيوتها وأصبحت في العراء، محاصرة بالماء ومضطرة لاجتيازه ولو على عمود ممدود! إنها أخطر من لعبة، وأمرُّ من حاجة المحتاجين في ظل المأساة، وقد اضطروا لدفع أطفالهم نحو عبور غير آمن!