حملة التوعية التي أطلقتها وزارة الداخلية، مؤخراً، تحت شعار "السلامة المرورية لطلبة المدارس"، تنطوي على قدر كبير من الأهمية، ليس فقط لأنها تتعامل مع واحدة من المشكلات التي باتت تمثل هاجساً مقلقاً لكثير من الأسر، وهي مشكلة الحوادث المرورية التي تصيب طلابنا الصغار، وإنما لتعدّد الجهات المشاركة في تنفيذها أيضاً، بما يكرّس الشراكة المجتمعية، فهذه الحملة تشارك في تنفيذها الإدارة العامة للتنسيق المروري بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم و"مواصلات الإمارات"، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، والجهات الأخرى المعنية بالسلامة المرورية في القطاعين العام والخاص، والتي تدعم هذه المبادرات لإيجاد بيئات آمنة، وطرق خالية من الحوادث، وذلك عبر العديد من الوسائل الإعلامية، منها الإذاعات والصحف والمجلات، والقنوات التلفزيونية و"الإنترنت"، فضلاً عن تنظيم حلقات نقاشية إعلامية يتم من خلالها استضافة عدد من المسؤولين، للتواصل مع الجمهور بشأن الحملة، وما تتضمنه من قيم وثقافة مرورية إيجابية. العمل على تحقيق السلامة المرورية لطلبة المدارس يمثل أولوية رئيسية للمجتمع بأكمله، خاصة أن الإحصاءات المعلنة تشير إلى وقوع العديد من الحوادث لطلبة المدارس، خاصة في أماكن انتظار الحافلات المدرسية وأمام المدارس، والتي تنتج عنها إصابات مختلفة، نظراً لترك الأطفال يعبرون الطريق بمفردهم، وكذلك تهور بعض سائقي الحافلات وعدم التزامهم بقواعد السير والمرور، ما يجعل أولياء الأمور في حالة قلق دائم على أبنائهم الطلاب، خشية تعرضهم لمثل هذه الحوادث. وهذه الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة الداخلية تستجيب لهذه المشكلة، حيث تستهدف توفير أوجه الحماية الكاملة للطلاب في مدارسنا، وتتوجه بفعالياتها إلى مختلف الأطراف المعنيّة، كالإدارة المدرسية، والمنطقة التعليمية، وأولياء الأمور، كما تركز على توعية مشرفي الحافلات المدرسية وسائقيها، بهدف تعريفهم بالأماكن والطرق الصحيحة لإيقاف الحافلات المدرسية أثناء تحميل الطلاب وإنزالهم، والطرق الصحيحة للتحرك وكيفية التعامل مع الطلبة داخل الحافلة بما يحافظ على سلامتهم ويحميهم من مخاطر الطريق. التعامل مع الأسباب التي قد تؤدي إلى دهس الطلاب أو إصابتهم، أمر مهم وضروري في تعزيز السلامة المرورية لطلبة المدارس، لكن الأمر بحاجة إلى مشاركة فاعلة من جانب مختلف الأطراف المعنية، حتى تؤتي هذه الحملة أثرها المرجو في نشر ثقافة مرورية إيجابية لدى أبنائنا الطلبة، بداية من الأسرة التي ينبغي أن تقوم بغرس أبسط مفاهيم السلامة المرورية في نفوس أطفالها، مثل تعويدهم أسلوب الركوب والنزول من الحافلة وإليها، وطريقة الجلوس على المقاعد، ومروراً بالإدارة المدرسية التي ينبغي لها أن تختار بعناية مشرفي الحافلات المدرسية، وأن تهتم على مدار العام بجهود نشر التوعية المرورية الإيجابية بين صفوف الطلاب. وحسناً فعلت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي مؤخراً، حينما رصدت جائزة لأفضل مدرسة تسهم في نشر الثقافة المرورية بين الطلاب، للمساهمة في بلورة آفاق جديدة، يكون لها الأثر الطيب في توفير السلامة المرورية للطلاب والطالبات. وإضافة إلى ما سبق، فإن وسائل الإعلام المختلفة، السمعية والبصرية والمقروءة، عليها أيضاً القيام بدور مهم في نشر الثقافة المرورية الإيجابية بين طلاب المدارس وأفراد المجتمع بوجه عام على مدار العام، للحد من مخاطر الحوادث المرورية وآثارها المدمرة على المجتمع. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية