تحلّ اليوم، الثاني من ديسمبر 2012، الذكرى الحادية والأربعون لإنشاء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي مثل هذا اليوم من عام 1971 استطاع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، أن يؤسّسوا اتحاداً استطاع خلال العقود الماضية أن يواجه التحديات والصعاب التي اعترضته بقوة وثبات وأن يحقق من النجاحات والإنجازات التي ترقى إلى مرتبة المعجزات بحساب السنين التي تحققت فيها. لقد خطت دولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، خطوات ضخمة على طريق التقدم والتنمية والترقي خلال السنوات السابقة، وانتقلت من «مرحلة التأسيس» التي تعززت فيها أركان الدولة إلى «مرحلة التمكين» التي تقوم على تهيئة البيئة المناسبة لتعزيز مشاركة المواطنين في الشأن العام ومساهماتهم الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد في كل المجالات وعلى المستويات كافة، التي تجعل من الإنسان هدفاً أساسياً لها، سواء من حيث المشاركة في صنعها أو الاستفادة من ثمرتها. ولم يكن لكل النجاحات التي حققتها الإمارات أن تحدث في هذه السنين القصيرة بمقاييس الزمن، لولا أن مسيرة الوطن قد استندت إلى رؤى حكيمة لقيادة رشيدة وعَت دروس الماضي وألمَّت بمعطيات الحاضر ونظرت بعيداً إلى المستقبل بطموح لا تحدّه سقوف وثقة مطْلقة بقدرة أبناء الإمارات على تحقيق طموحات الوطن ووضعه في مكانه الذي يستحقه بين الأمم، وجعلت من تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والمحافظة عليه أولوية قصوى من منطلق الإيمان بأن هذا الاستقرار هو السياج الحامي لكل منجزات التنمية. وتؤكد المؤشرات المختلفة حول الرضا والسعادة التي صدرت وتصدر عن الهيئات الدولية المعنية بقياس مثل هذه المؤشرات، أن شعب الإمارات هو أكثر شعوب المنطقة العربية شعوراً بالسعادة والرضا، وهذا نتاج رؤى وسياسات تجعل الإنسان في قلب مسار التنمية وتهدف دائماً إلى تحقيق رفاهيته ورفع مستواه المعيشي وإشعاره بالأمن والطمأنينة في حاضره ومستقبله، ولهذا جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربياً والثلاثين عالمياً من إجمالي187 دولة شملها تقرير التنمية البشرية لعام 2011 الذي أصدره «البرنامج الإنمائي» التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وحلت ضمن فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً ضمن مؤشرات التقرير. ومنذ نشأتها، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مميزاً وحضارياً في العلاقة بين القيادة والشعب يقوم على الانفتاح والتفاعل، ويستند إلى ولاء مطْلق من المواطنين لقيادتهم الرشيدة، ويمثل «اليوم الوطني» دائماً مناسبةً للتعبير عن هذا الولاء وما يكنّه المواطنون من حب وتقدير للقيادة التي رفعت الإمارات وأبناءها إلى مكانة مرموقة على خريطة العالم وجعلت منها نموذجاً للتنمية والاستقرار والانفتاح والتسامح تسعى دول كثيرة في العالم إلى الاستفادة منه والسير على خطاه، وتنظر إليه بتقدير وإعجاب. إن يوم الثاني من ديسمبر هو يوم الوطن الذي استطاع بحكمة قيادته وقدرات أبنائه أن يصنع المعجزات، كما أنه يوم الوفاء للمؤسسين الأوائل لدولة الوحدة الذين تكبدوا المشاق وواجهوا الصعاب بإيمان وثقة للمحافظة عليها وتسليم أمانتها للأجيال التالية قوية منيعة. ـــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.