يجد المهتمون والأكاديميون ورجال الاستخبارات والأمن في الولايات المتحدة صعوبة في تحديد كيفية التعامل مع حركة الإخوان المسلمين، فقد نشرت الصحف تحقيقاً عن الحيرة الأميركية في كيفية التعامل مع الإخوان المسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر، فالأجهزة الأمنية الفيدرالية متخوفة وقلقة من علاقة الإخوان المسلمين المحتملة بالإرهاب الدولي إلا أن بعض الدبلوماسيين الأميركان ومراكز البحوث الأكاديمية يعتقدون أن نفوذ الإخوان المسلمين يقدم فرصة لمشاركتهم سياسياً بما يمكن أن يساهم في عزل الجماعات المتطرفة التي تستخدم العنف. الأكاديمي غراهام فولر وهو رجل استخبارات سابق ومتخصص في دول الشرق الأوسط يرى أن حركة الإخوان المسلمين هي حركة معروفة في الوطن العربي ويمكن العمل معها محذراً من تهميشها لأن ذلك سيكون مفيداً للمتطرفين، ويرى المؤيدون للحركة أنها منتشرة في أكثر من 70 دولةً عربية وإسلامية وأوروبية وأميركية وأنها منظمة متقدمة ومتنوعة وتجذب العديد من المسلمين في أنحاء العالم وتدافع عن حرية الاعتقاد والتغيير السلمي وليس العنف الثوري.. ولكن في نفس الوقت شارك بعض أعضاء الإخوان المسلمين في تأسيس تنظيم القاعدة الإرهابي، كما لقيت الحركة دوراً في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين.
الدول العربية وعلى رأسها مصر وسوريا والجزائر والأردن اتخذت موقفاً سياسياً معادياً لحركة الأخوان المسلمين وبدأت حملات أمنية قوية ضدهم منذ الخمسينيات وحتى الآن.. ففي الأسبوع الماضي قامت مصر والأردن بحملة أمنية جديدة ضد الإخوان المسلمين للحد من نفوذهم وانتشارهم لكن ذلك لم يمنع الشارع العربي سواء في مصر أو الأردن أو سوريا أو العراق من التعاطف مع حركة الإخوان المسلمين ومساعدتهم في نهجهم الإسلامي سواء في نشر دعواتهم أو تسهيل مهمتهم في أسلمة القوانين أو تصديق دعواتهم المعادية للغرب والحضارة الإنسانية ككل..
ماذا عن دول مجلس التعاون الخليجي؟ نفوذ الإخوان المسلمين في دول الخليج العربية يتفاوت من دولة إلى أخرى لكن نشاط الأخوان المسلمين في هذه البلدان العربية بدأ مبكراً بعد نكبة فلسطين عام 1948 وبدء نشاط جمعية الإرشاد الاجتماعي في الكويت أما قوة الحركة وازدياد نفوذها بدأ بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبدالناصر في عام 1954 في منشية البكري حيث لاحقت السلطات المصرية الإخوان في مصر وهاجر معظم أقطابهم إلى دول الخليج العربية، وقد ازداد نفوذ الإخوان المسلمين في الكويت بعد التحرير عام 1991 حيث شاركوا في أكثر من وزارة ولديهم الآن في مجلس الأمة أكثر من ثلاثة نواب. يتميز تنظيم الأخوان المسلمين في الكويت بدقة التنظيم والحركية في العمل السياسي فهم يغيرون وجهة نظرهم حسب التوجهات الحكومية وحسب مصلحة الحركة الدولية للإخوان المسلمين والدليل على ذلك موقفهم الانتهازي في قضية المرأة فهم عارضوا قضية مشاركة المرأة في السياسة عندما طرح أمير البلاد مشروعاً بقانون حول ذلك قبل عدة سنوات لكن هذا العام لديهم الاستعداد لقبول مشاركة المرأة لأن الإخوان المسلمين في مصر قبلوا بمشاركة المرأة. وكذلك الضغوط الدولية ضد الإرهاب جعلتهم أكثر مرونة تجاه الحكومة.. الإخوان المسلمون في الكويت لا يريدون الوصول إلى السلطة، الآن كل مطالبهم تتلخص في (أسلمة القوانين) وهي خطوة صريحة وواضحة نحو تحقيق الدولة الدينية على أشلاء الدولة المدنية في الكويت.