تطرق الدكتور أحمد عبدالملك في مقاله الأخير، وعنوانه «الهاجس الأمني... والوحدة الخليجية»، لمشروع الوحدة الخليجية على ضوء وجود مدرستين حول هذا المشروع؛ مدرسة «متحمسة» للوحدة، وأخرى «متأنية» ترى أهمية دراسة الأوضاع الخليجية والإقليمية بكافة جوانبها. وأعتقد مع الكاتب أنه إذا كان مجلس التعاون قد جاء كحتمية لفراغ القوة، والتوجس من بروز إيران كلاعب أوحد في الفضاء الإقليمي، فإن الهاجس الأمني قد برز في الأفق مجدداً بعد «الربيع العربي»، واختفاء العراق كقوة إقليمية، وتزايد التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية، ناهيك عن استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث. ولعل الكاتب كان مصيباً في لفته الانتباه إلى أنه إذا ما بُنيت الوحدة الخليجية على الهاجس الأمني فقط، فإنها ستسجل تبايناً مع نموذج الوحدة الأوروبية «الممتدة طويل»، حيث إن التركيز والبداية في تلك الوحدة كان على الاقتصاد الذي وحّد الشعوب، رغم كل مظاهر الاختلاف فيما بينها. كمال سيد -المنامة