البريطانيون يرفضون العودة للماضي... وعناد بيونج يانج النووي التحديات التي تواجهها الحكومة البريطانية، وزيارة أوباما المرتقبة لإسرائيل، والاستقالة المفاجئة لبابا الفاتيكان، والتجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية... موضوعات استقطبت اهتمام الصحف البريطانية هذا الأسبوع. بؤرة الاهتمام "الناخبون يعرفون أن الطريق شاق، لكنهم غير راغبين مع ذلك في العودة على أعقابهم"، هكذا عنون "بينيديكت بروجان" مقاله المنشور في "الديلي تلجراف" الأحد الماضي مستهله بالظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد البريطاني، وعدم رغبة السواد الأعظم من البريطانيين، في العودة إلى السياسات الفاشلة لحزب "العمال". ويرى الكاتب أنه عندما تأتي الانتخابات القادمة في السابع من مايو 2015 ، فإن الإجابة الجماعية على السؤال التقليدي الذي يوجه للناخبين عادة وهو: هل أنتم أفضل حالًا اليوم مما كنتم عليه منذ أربع سنوات سوف تكون؟ وهل لديكم شك في ذلك؟ ويشير الكاتب إلى النقد الذي يوجه إلى الحكومة البريطانية ومؤداه أنها لا تتحدث بما يكفي عما تقوم بفعله في مجال تخفيض الزيادات في تكاليف المعيشة، علاوة على أنها تركز أكثر مما يلزم على موضوعات مثل زواج المثليين والبقاء أو عدم البقاء في أوروبا، على الرغم من أن ذينك الموضوعين لا يظهران ضمن قائمة الموضوعات العشرة التي يهتم بها الناخبون البريطانيون أكثر من غيرها في الأوقات الصعبة التي يمرون بها حالياً. ويستحث الكاتب الحكومة على أن تركز أكثر على الأشياء التي يهتم بها الناس مثل الزيادات المتوالية في أسعار الوقود، والمواد الغذائية، والمساكن، لإنها إن لم تفعل ذلك، فسوف تخسر الانتخابات القادمة حتماً. رسائل الزيارة نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية الاثنين مقالًا افتتاحياً بعنوان : زيارة أوباما المرتقبة لإسرائيل قد تكون أكثر من مجرد رسالة طمأنة"، تناولت فيها الاحتمالات التي يمكن أن تترتب على زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة إلى إسرائيل يوم 21 مارس، والتي قد تتجاوز ما يعتقد على نطاق واسع أنها تأتي بمثابة تعبير عن التضامن مع إسرائيل. فهذه الزيارة- كما ترى الصحيفة- ترسل عدة إشارات منها، أن أوباما نفسه يريد من خلالها أن يرد على الاتهامات الموجهة إليه بعدم الاهتمام بمتابعة عملية السلام بين العرب والإسرائيل والمعطلة منذ مدة طويلة. وترى الصحيفة أن الزيارة ستكتسب أهمية أكبر إذا ما قرر زيارة مدينة رام الله في الضفة أو ربما مدينة أريحا وفقاً لما تردد من أنباء في هذا الصدد، كما سترسل أيضاً رسالة بأنه رغم كل ما يقال عن تحول محور الاهتمام الأميركي نحو قارة آسيا، يظل الشرق الأوسط ذا أهمية حيوية بالنسبة لها، وأن قضية السلام بين العرب والإسرائيليين لم تنس. وتنهي "الجارديان" افتتاحيتها بالقول ،إن تطورات منطقة الشرق الأوسط أثبتت دوماً أنه ليس من الصائب أن يتم وضع الكثير من الآمال على أحداث معينة أو على زيارة معينة لشخصية دولية كبيرة حتى لو كانت بحجم رئيس الولايات المتحدة للمنطقة وهو حكم يظل صالحاً حتى وإن صدقت التكهنات التي تتردد حالياً عن احتمال عقد قمة مصغرة في الأردن بين نتنياهو وعباس. نجاح أم فشل؟ "بابا المفاجآت … وهل هناك من مفاجأة أكبر من مفاجأته الأخيرة"، كان هذا هو عنوان افتتاحية "الديلي تلجراف" يوم الاثنين الماضي، التي أشارت في بدايتها إلى أن البابا عندما انتخب، كان في الثامنة والسبعين من عمره، وكانت تلك مفاجأة في حد ذاتها إذ لم يكن من المعتاد تعيين أحد في هذا المنصب في مثل هذه السن المتقدمة. تقول الصحيفة إن البابا كان- لذلك- يدرك منذ البداية أن عهده في المنصب السامي لن يستمر طويلاً، وإن ذلك كان سبباً في أن خياراته لم تكن خيارات رجل سياسة، وهو ما يرجع لحد كبير أنه كان رجلا أكاديمياً متخصصاً. وهذا الجانب الأكاديمي ظهر في شروعه على الفور عقب توليه منصبه في تلخيص أفكاره في أربعة منشورات بابوية عن : الإحسان، والأمل، والعدالة الاجتماعية، والإيمان. كما انتهى من كتابة ثلاثة أجزاء عن سيرة حياة الشخصية الرئيسية في الديانة المسيحية وهو "يسوع الناصري"( السيد المسيح). والمفاجأة الثانية هنا هي أنه كان قد انتهى من الجزء الأكبر من تلك الثلاثية بصفته الشخصية وليس بصفته بابا للفاتيكان ، وعلى الرغم من تينك المفاجأتين والكثير غيرهما، فإن لا شيء فاجأ العالم مثل إعلانه استقالته من منصبه السامي، وهو شيء لم يحدث في التاريخ الحديث حيث كان المعتاد أن يظل البابا في الخدمة مهما تقدم به العمر حتى وإن ولم تساعده صحته على أداء واجبات وظيفته، يقال إن هناك سوابق لمثل هذه الاستقالة في العصور الوسطى. هل كانت ولاية البابا ناجحة؟ هذا هو السؤال الذي يتردد على كل لسان في الوقت الراهن ولكن الإجابة عليه ليست باليسيرة بحال، لسبب بسيط كما تقول الصحيفة وهو أنه لا يوجد مقياس واحد للحكم على تلك الولاية بالنجاح والفشل: فإذا ما كان مقياس النجاح هو نجاحه فيما تعهد به شخصياً عند توليه منصبه السامي من إعادة أوروبا إلى طريق الإيمان فإننا لا نستطيع أن نقول إنه قد نجح في هذه المهمة بصرف النظر عن الأسباب . وإذا كان مقياس الفشل مثلا هو محاضرته في ريجينسبيرج التي انتقد فيها الإسلام وأغضب المسلمين فإن هناك من يضيف تلك المحاضرة إلى قائمة نجاحاته، لأن الجدل الذي أدت إليه أسفر في النهاية عن انطلاق حوار صحي وبناء بين الكنيسة الكاثوليكية والزعماء الدينيين للمسلمين. وترى الصحيفة أن هناك أسى عميق سيظل يحمله البابا في دواخله وهو ذلك الذي تسببت فيه الاعتداءات الجنسية من رجال دين مسيحيين على الأطفال، لأن حجم الشر الذي ترتب على تلك الأفعال الشائنة حيره وأفزعه شخصياً خصوصاً عندما بدأ أبعاده الكاملة في التكشف شيئاً فشيئاً. حافة الهاوية تحت عنوان "كوريا الشمالية تجري تجربة نووية في تحد صارخ لقرارات الحظر"، كتب كل من "جوستن ماكري" مراسل "الجارديان" في طوكيو، و"تانيا بانيجان" مراسلتها في بكين تقريراً عن التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية التي قربتها خطوة من تطوير سلاح نووي صغير بما يكفي لتركيبه على صاروخ طويل المدى، يمكن أن يصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة المطل على المحيط الهادئ. وخطورة التجربة تكمن كما كتب المراسلان في أن التفجير النووي الذي أجرته بيونج يانج أكبر من التفجيرين السابقين اللذين أجريا عامي 2006، و2009 وبلغت قوتهما 6 و7 كيلو طن على التوالي. وأشار المراسلان إلى الإدانة الواسعة النطاق للتجربة النووية الكورية الشمالية من جانب السكرتير العام للأمم المتحدة، ومن جانب الرئيس باراك أوباما الذي قال إن التجربة "تمثل تهديداً جدياً لأمن الولايات المتحدة والأمن العالمي" ودعا إلى اتخاذ" إجراء سريع وموثوق من قبل المجتمع الدولي ضد كوريا الشمالية". كما لقيت التجربة إدانة أيضاً من جانب دول قريبة من كوريا الشمالية مثل الصين وروسيا بالإضافة إلى دول غربية مثل بريطانيا وآسيوية أهمها كوريا الجنوبية واليابان. وأشار المراسلان إلى دعوة مجلس الأمن لانعقاد عاجل في ميعاد متأخر من يوم الثلاثاء الماضي وتسائلا عن نوعية رد الفعل التي سيتخذها المجلس هذه المرة على ضوء أن العقوبات العديدة المفروضة على نظام بيونج يانج من قبل لم تردعه عن مواصلة تحديه للمجتمع الدولي. كما أشارا إلى التحليلات العديدة التي صدرت من طائفة من الخبراء النوويين والتي رأوا فيها أن هذه التجربة مثلها في ذلك مثل التجربتين السابقتين مصممة لتعزيز موقف كوريا الشمالية التفاوضي وأن زعيمها يريد توصيل رسالة مؤداها أن بلاده قد أصبحت دولة نووية بالفعل، وأنها قد تجاوزت مرحلة اللاعودة ويجب أن يتم التعامل معها على هذا الأساس في المباحثات التي تسعى كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا والصين واليابان بإعادة إطلاقها مجدداً، لمناقشة البرنامج النووي لتلك الدولة. إعداد: سعيد كامل