الصحافة الدولية
بارقة أمل لإنهاء الأزمة السورية... واستجابة مطلوبة ضد كوريا الشمالية
موافقة زعيم مجموعة المعارضة السورية على التفاوض مع النظام السوري بشروط، والهجوم الانتحاري أمام سفارة الولايات المتحدة بأنقرة، والتجربة النووية الكورية الشمالية، وإعلان البابا بنديكت السادس عشر عن استقالته من منصبه... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية.
فرصة للسلام
اعتبرت صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية أن فرص حل سلمي للأزمة السورية قويت، بعد أن قدم زعيم المعارضة السورية الرئيسية أحمد معاذ الخطيب عرضاً مفاجئاً للتفاوض مع النظام في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفة أن على المجتمع الدولي الآن أن يغتنم هذه الفرصة، ويكثف الجهود لإجراء مفاوضات بين الجانبين في سوريا من أجل إعادة السلام إلى البلاد في أقرب وقت ممكن.
الصحيفة قالت، إن الخطيب أعرب في الخامس من هذا الشهر عن استعداده لإجراء مفاوضات مع حكومة الأسد، شريطة أن تفرج هذه الأخيرة عن 160 ألف معتقل، وهو ما يمثل برأيها تراجعاً في موقف المعارضة على اعتبار أنها كانت تطالب في الماضي باستقالة الأسد كشرط مسبق للتفاوض. وحسب الصحيفة دائماً، فهناك عاملان دفعا المعارضة لتغيير موقفها وهما: تراجع قوتها مؤخراً في مواجهة قوات النظام وسط تقلص الدعم العسكري الذي تلقاه؛ والحذر الذي بات ينظر به الغرب الآن إلى المعارضة "المنقسمة وربما المخترقة من قبل متطرفين".
وعلى كل حال، تقول الصحيفة، فإن موقف المعارضة أعاد إحياء الآمال في وقف إراقة الدماء في ذلك البلد، بعد أن استمر العنف منذ قرابة عامين. ولئن كان من المهم أن تسعى معارضة سورية موحدة إلى المحادثات، تقول الصحيفة، فإنه من المهم بالقدر نفسه أن يفي المجتمع الدولي بالأهداف والمبادئ المنصوص عليها في إعلان جنيف، الذي صدر عن مجموعة العمل من أجل سوريا في يونيو 2012، من أجل حل الأزمة. ثم ختمت بالقول، إن الأطراف المعنية في سوريا في حاجة إلى تبني مقاربة براجماتية، واحترام إرادة الشعب السوري، ودخول عملية انتقال سياسية بمرونة من أجل إنهاء الفوضى وإراقة الدماء التي حولت الحياة إلى كابوس.
هجوم أنقرة
صحيفة «ذا هيندو» الهندية، علقت ضمن افتتاحية لها ليوم الاثنين على الهجوم الذي نفذه انتحاري أمام سفارة الولايات المتحدة بأنقرة، في الأول من فبراير وأسفر عن مقتل حارس أمن تركي، وإصابة صحفية تلفزيونية كانت في طريقها للقاء السفير، هجوم "كشف من جديد عن تعقيد، بل وصعوبة، الموقف السياسي لتركيا في المنطقة". وتضيف الصحيفة أن التكهنات الأولية بشأن هوية المهاجم ودوافعه سرعان ما تبددت،عندما تبنت مجموعة يسارية متطرفة محظورة المسؤولية عن الهجوم؛ وهي مجموعة لها سجل طويل من مثل هذه الهجمات يعود إلى فترة السبعينيات المضطربة، وصُنفت كمجموعة إرهابية بعد هجوم انتحاري وسط إسطنبول في 2001.
الصحيفة قالت، إن بعض سياسات تركيا الداخلية والخارجية تتسبب في مشاعر استياء بين قطاعات من سكانها البالغ عددهم 74 مليون نسمة، مضيفة أن أي واحدة من من المجموعات يمكن أن تكون قد نفذت الهجوم الأخير لعدد من الأسباب. وفي هذا الإطار، قالت إن مجموعات يسارية متشددة لطالما عارضت تعاون أنقرة مع "الناتو"، وهي معارضة ازدادت وقويت بعد موقف أنقرة في الأزمة السورية، حيث تستضيف تركيا، التي تفضل تدخلاً خارجياً في سوريا، قوات من "الناتو" ونظام صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود التركية- السورية.
وعلاوة على ذلك، تتابع الصحيفة، فإن معظم العلويين الأتراك يؤيدون بشدة الأسد، الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية الحاكمة في سوريا. كما أن حزب العمال الكردستاني، بقيادة عبدالله أوجلان، المسجون على جزيرة قبالة إسطنبول منذ 1999، يخوض منذ أربعين عاماً حرباً من أجل الاستقلال حصدت أرواح 40 ألف شخص حتى الآن، مضيفة أن أجهزة الأمن تتفاوض مع أوجلان منذ ديسمبر 2012، ولكن تسوية سياسية للنزاع ما زالت تبدو بعيدة. ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إنه كلما أسرع أردوغان بالاستجابة للقلق الذي تخلقه بعض سياسات تركيا الداخلية، وإكراهات السياسة الواقعية الدولية بين قطاعات مهمة من شعبها، كلما تحسنت آفاق سلام دائم في البلد والمنطقة.
تجربة «متهورة»
هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة «جابان تايمز» اليابانية ليوم الأربعاء، وقد خصصتها -مثلما يوحي بذلك العنوان- إلى إقدام كوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي على إجراء تجربة نووية، هي الأولى من نوعها في عهد نظام كيم جونج أون، والثالثة بالنسبة للبلاد، بعد تجربتين مماثلتين في 2006 و2009. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن هذه التجربة ستزيد من زعزعة استقرار منطقة شرق آسيا، محذرة من أن تطبيق عقوبات أشد قد لا يعمل إلا على تعميق عزلة كوريا الشمالية في المجتمع الدولي، مشددةً على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات مناسبة في حق بيونج يانج، مع تنديد قوي بكوريا الشمالية.
وهذه التجربة النووية تأتي عقب إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى في الثاني عشر من ديسمبر، وحسب ما تقول بيونج يانج إنه صاروخ وضع قمراً صناعياً في مداره. وهو ما رد عليه مجلس الأمن الدولي في الثاني والعشرين من يناير بقرار يندد بكوريا الشمالية ويطالبها بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية "بطريقة كاملة وقابلة للتحقق ولا رجعة فيها". وذهبت الصحيفة إلى أن كوريا الشمالية تسعى على ما يبدو إلى تطوير رأس نووية يمكن أن تحمل على صاروخ طويل المدى تكون لديه القدرة على ضرب الولايات المتحدة، مضيفة أن "كيم أون" يتبنى على ما يبدو مقاربة حافة الهاوية للضغط على الولايات المتحدة حتى توافق على اتفاقية سلام دائمة لإنهاء الحرب الكورية رسمياً، وتطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية. ولكنها قالت إن على "كيم" أن يدرك أن مثل هذه المقاربة لن تعمل إلا على زيادة الارتياب في بلاده من قبل المجتمع الدولي.
استقالة البابا
ضمن عددها ليوم الثلاثاء علقت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية على إعلان البابا بنديكت السادس عشر عن تنحيه عن قيادة الكنيسة الكاثوليكية اعتباراً من الثامن والعشرين من شهر فبراير الجاري، نظراً لتقدمه في السن. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة، إن بنديكت خلخل الكنيسة من خلال طريقة تنحيه عن المنصب، وذلك على اعتبار أن الباباوات تقليدياً يبقون في مناصبهم حتى وفاتهم. ولكن في سن الخامسة والثمانين، رأى بنديكت أن قوته الجسدية والذهنية لم تعد في مستوى المهمة المتمثلة في رعاية شؤون الكنيسة، مضيفة أن قراره تسليم المفاتيح في الثامن والعشرين من فبراير، وهو أول بابا يقوم بذلك منذ 600 عام، سيشجع الباباوات المقبلين على القيام بالشيء نفسه في ظروف مماثلة.
وأضافت الصحيفة تقول إن الكنديين سيتذكرون بنديكت بشكل خاص لإعلانه كاتيري تيكاكويتا قديسة (وهي أول قديسة من أصل أميركي شمالي)، وتنديده بشطط الرأسمالية ودعوته للرحمة تجاه الفقراء والمهاجرين؛ ونجاحه، على رغم بعض الهفوات، في تطوير علاقات جيدة مع الكنيسة الأنجيلاكانية وكنائس مسيحية أخرى، وكذلك مع المسلمين، واليهود.
والآن، تقول الصحيفة، يبقى الأمر منوطاً بالمؤرخين للحكم على ثماني سنوات من إدارته لمسؤوليات البابوية، هل هي نجاح أم فشل، مضيفة أن مهمته الرئيسية كانت تتمثل في إعادة "تديين" أوروبا العلمانية في فترة طبعتها مشاعر غضب عارمة على خلفية تقارير عن سوء معاملة وتحرش رجال دين كاثوليك بفتيان الكنيسة، وطريقة تعاطي الفاتيكان غير الملائمة مع الفضيحة. صحيح أن بنديكت ندد بشكل صريح بمثل تلك الممارسات وشدد على آليات لاستئصال رجال الدين المذنبين. ولكن مع ذلك، كان الضرر عميقاً وواسعاً ودائماً، تقول الصحيفة. كما أن تقارير حول المحسوبية والفساد في الفاتيكان لم تساعد في إصلاح الصورة أيضاً.
إعداد: محمد وقيف