في محاولته الإجابة على التساؤل «كيف تهيمن الحضارة؟»، اعتمد محمد الباهلي الإجابة على أحد أعمال المؤرخ البريطاني الشهير وأستاذ التاريخ في جامعتي هارفارد وأكسفورد «نيال فيرجسون» الذي سعى لفهم الأسباب التي جعلت بعض الإمبراطوريات تصعد وتهيمن وتسود حضارياً على بقية العالم، ثم تأفل وتنهار. لقد حاول «نيال» أن يضعنا في صورة المشهد الحضاري بين الغرب والإسلام، عبر المقارنة بين ما كان عليه الغرب وما كان عليه العالم الإسلامي حتى وقت قريب، أي فترة الدولة العثمانية التي كانت تملك نقاط قوة عديدة كالثروات والموارد الهائلة، والروح العسكرية الراسخة، وسلسلة الانتصارات السابقة، والاستعداد لتحمل المشاق، علاوة على روح النظام والانضباط... مقابل ما كانت عليه أوروبا من عادات مترفة وموارد ناضبة وروح معنوية هابطة ونفسية عسكرية تميل إلى التمرد، فضلاً عن الصراعات الأنانية وانغماس القادة في أجواء المجون والملذات. وبذلك أرجع فيرجسون أسباب التفاوت المذكور إلى عاملين رئيسيين: أولهما يتعلق بمسألة الجغرافيا والمناخ، وثانيهما تعمق الأوروبيين في العلوم والبحوث والاستكشافات. وإذا كان العامل الأول خارج تحكّم البشر، فما الذي يمنع عرب اليوم من إظهار تفوقهم في العامل الثاني، وهو في رأيي أهم من كل ما سواه؟! سالم عواد- أبوظبي