لم يكن مفاجئاً البتة حصول القيادة العامة لشرطة أبوظبي على الجائزة الذهبية عن فئة السلامة من قبل "منظمة الأفكار الأميركية" ضمن قمة التدريب الـ 71 التي أقيمت في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، ولاسيما أن هذا الفوز جاء ترجمة واقعية لتنفيذ سياسات الدولة الإنسانية الأمنية، وخاصة توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التي تؤكد باستمرار أنه من الواجب أن تكون أولى الأولويات لشرطة أبوظبي هي تحقيق الأمن والسلام لعموم أبناء الوطن. ومن أجل تحقيق هذه الأولويات، وتنفيذ رؤية القيادة الحكيمة في هذا المجال، راحت القيادة العامة لشرطة أبوظبي تركز على أرقى المعايير الإنسانية والاجتماعية والسلوكية لأفرادها في التعامل مع المواطنين والمقيمين والسياح، فضلاً عن تبنيها أفضل معايير الجودة في استخدام وسائل التواصل وأجهزة التكنولوجيا الأمنية بما يجسد رؤية الدولة نحو تعزيز حقوق الإنسان، بل إنه في كثير من الأحيان، إن لم يكن في معظمها، تلجأ شرطة أبوظبي إلى التعامل الإنساني في تطبيق القانون، بشكل يثير الإعجاب والدهشة، ولاسيما حين يتم تنفيذ القوانين المرورية وغيرها بشكل إنساني صرف، من خلال التنبيه إلى الخطأ أو لتوقّي مخاطر المخالفات القانونية قبل حدوثها، وذلك انطلاقاً من المبدأ الإنساني النبيل، وهو (الرحمة فوق العدل)، فمن وجهة نظر شرطة أبوظبي، ليست العقوبات الجزائية والغرامات هي الرادع القانوني وحسب، بل هناك الدور الاجتماعي الذي تقوم به أجهزة الشرطة لجعل أفراد المجتمع يمتثلون للقوانين طواعية وعن إرادة اختيارية لا قسرية، وخاصة أن جودة الأمن والأمان باتت مطلباً أساسياً في العالم، للوصول إلى حياة آمنة مطمئنة. ولعل الوصف الذي وصف به العقيد محمد حميد دلموج الظاهري، مدير عام الاستراتيجية وتطوير الأداء بالأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال حفل تسلمه الجائزة لما حققته شرطة أبوظبي بقوله: "إن الهدف يخلق التحدي، والتحدي يخلق التميز والتميز سيخلق التطوير والإبداع والارتقاء في الأداء والريادة" يجسد حقيقة الجهد الذي تبذله وزارة الداخلية وأجهزة الشرطة في عموم الدولة. ومن الجوانب المهمة التي أسهمت في تميز شرطة أبوظبي، حرصها على التفاعل البناء مع مؤسسات الدولة الأخرى، والتعرف إلى رأي الجمهور في الخدمات التي تقدمها من خلال إجراء استطلاعات علمية للرأي، وقد تعاونت مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الشريك الاستراتيجي لوزارة الداخلية في هذا الشأن، وكان الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية معبراً عن واقع الحال حينما قال في يونيو العام الماضي لدى استقباله وفداً يمثل شرطة أبوظبي "إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة من حقنا اليوم أن نفخر بامتلاكنا أحد أفضل أجهزة الشرطة في العالم، من حيث التنظيم والمهنية والاستخدامات التكنولوجية العالية، وفقاً للمعايير العالمية في الجودة والخبرات والتميز النوعي"، وخاصة أن أجهزة الشرطة في جميع بلدان العالم تمثل انعكاساً حياً ومقياساً دقيقاً لمدى التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الذي يسود أي دولة، وخاصة من حيث شيوع ظاهرة الأمن والأمان والسلامة. ولا شك في أن الفضل يعود في ما وصلنا إليه في شرطة أبوظبي من مكانة عالمية مرموقة إلى قيادة رشيدة وضعت على عاتقها مسؤولية الوصول بدولة الإمارات العربية المتحدة لأن تكون واحدة من أفضل خمس دول في العالم في السنوات القليلة القادمة. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.