أختلف مع بعض ما جاء في مقال الدكتور عادل الصفتي الذي نشر هنا تحت عنوان: «تراجُع الإمبراطورية الأميركية»، وذلك لاقتناعي بأن مكانة ودور الولايات المتحدة لم يتراجع خلال الفترة الأخيرة، وإنما تغيرت سياساتها الخارجية فقط، وتبنت سياسة جديدة بفعل توجهات إدارة أوباما لحل الصراعات بطرق غير أحادية بدلاً من سياسة الأحادية وشن الحروب ومنطق القوة كما كانت إدارة بوش تفعل. وبالنسبة لاعتبار أميركا إمبراطورية أعتقد أن هذه تسمية روّج لها بعض المحافظين الجدد من اليمين الأميركي خلال عهد بوش، ولكنها في الحقيقة تسمية غير واقعية. ولا خلاف على أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى في عالم اليوم، ولكنها أيضاً ليست القوة الوحيدة فهنالك قوى دولية كبرى أيضاً مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وبقية ما يسمى الدول البازغة. وهذه القوى الدولية الأخرى لها هي كذلك دور قوي في صناعة السياسات الدولية، بشكل يجعل انفراد أميركا فيها أمراً غير ممكن من الناحية العملية. آدم عثمان - الخرطوم