تحققت معجزة حقيقية يشهد لها التاريخ. فدولة الإمارات العربية المتحدة وفي فترة زمنية قصيرة استطاعت أن تقفز لتحقق لنا نحن العرب أحد أهم النماذج التي يفتخر فيها تاريخنا العربي، فكنا دائماً نفتخر بالنمور الآسيوية، وها نحن اليوم نفتخر بنمور عربية خليجية استطاعت أن تعلن للعالم أن المستحيل لا يوجد في قاموس دولة الإمارات العربية المتحدة. كنا دائما نقول إن التقدم والتطور بحاجة إلى رؤية القيادة، فهي التي تقود إلى الأمام أو ترجعنا إلى الوراء، وهذه الدولة استطاعت برؤى قيادتها أن تحقق المعجزات وتقول للعالم إن بلاد الصحراء لا تعرف المستحيل، وحدث ما حدث وأخذنا اليوم نراقب هذه التجربة الإماراتية التي كل يوم تسجل لنا الجديد في عالم التطور. الإمارات العربية المتحدة تشكل لنا أهم النماذج الخليجية، وعلينا كلنا أن نفتخر بهذا الإنجاز الكبير، الذي يتطور بديناميكية، وهذه الدولة تتحول إلى حكاية يتناقلها الكثير. ولعلني أستعيد ما قاله لي نائب وزير التعليم الصيني الذي تولى منصب رئيس المؤتمر العام لدينا في منظمة اليونسكو قولة لنا ونحن نجتمع على طاولة الغداء: إنكم في الخليج تفتخرون بما حققته دولة الإمارات، فهي تضم مطارات تربط العالم فسهلت علينا السفر والانتقال. شعرت بالفخر وأقول لصديقي مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة عبدالله النعيمي إنها فعلاً مفخرة لنا كلنا، ويا ليت دولنا تستعين بتجربتكم لأن الأفكار هي التي تصنع التقدم وليس اللجان والتمنيات. الأفكار التي يحملها القادة هي التي تنير الطريق وهذا ما حدث في الإمارات. الأفكار تسكن بجوارنا فلماذا لا نتعلم منها! كنا في لقاء على شرف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في باريس وبصحبته وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وكنا نتحاور وننصت لما يقال بين الضيوف، فكانوا يشعرون معنا بحقيقة هذه الدولة، التي حققت المعجزات، وهي اليوم تقع ضمن صفوف الدول التي نهضت بشعوبها، وكسرت كل الحدود أو القيود لتعلن للتاريخ أن الإرادة هي الثروة الحقيقية. تجربة متوازنة، فالتعليم يتقدم، والجامعات تتنافس فيما بينها، والصحة بمستشفياتها وخدماتها الطبية تتحول إلى سياحة صحية عالمية، والطرق تتحدى والخدمات الاجتماعية لكل الناس دون تميز، تعلن عن نفسها لتقول إننا في الإمارات نؤمن بالمساواة بين الجميع. القوانين تحولت إلى أداة لصالح التطور. دعونا نقول إنه اليوم الوطني لنا جميعاً، وليس للإمارات العربية المتحدة فقط، ومن حقنا أن نفرح ونرفع الحزن الذي وسم حياتنا العربية على الأحداث المريرة التي تمر بها أمتنا العربية. تحية محبة وتقدير لأفكار القادة الذين صنعوا المستحيل.