أعمال القتل والتفجير وما يرافقها من اضطراب وفزع واسعين، لم تفلح – على ما يبدو- في صرف العراقيين عن حياتهم التي يحبونها ويتمسكون باستمرارها على ثيماتها العريقة. ومن أكثر ما يحبه العراقيون في حياتهم اليومية، مشروب «الشلغم» الذي يعرضه باعة جائلون يحسنون صناعته، وذلك بغليه مع شراب التمر المحلى، ويقبل عليه الزبائن بكثرة، لاسيما خلال فصل الشتاء. وفي هذه الصورة نرى أحد الباعة العراقيين وهو يعرض في محله ثمرة اللفت، للتدليل على جودة مشروبه من «حامض الشلغم». واللفت أو السَّلْـجَم (بالعامية الشلغم)، نبات ينتمي للفصيلة الصليبية، وهو من الخضار الجذرية التي عادة ما تنمو في المناطق ذات المناخ المعتدل. ويستورده العراقيون من بلاد الشام، حيث يزرع بكثرة ويعد واحداً من أهم أنواع المخللات، إذ يتم تقطيعه وتخليله لفترة ثم يجري استعماله ضمن المقبلات. ورغم الحرب الطاحنة في سوريا، لا يزال السوريون يزرعون اللفت ويضعونه على موائدهم كمخلل ويصدِّرون ما فاض منه عن حاجة السوق المحلي! ورغم آلة القتل النشطة في العراق أيضاً، لا يزال العراقيون يستوردون اللفت ويستخدمونه في تحضير مشروب «الشلغم»! (أ ف ب)