تكتسب وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ«الإعلام الاجتماعي» مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكدإن» وغيرها، أهمية كبيرة ومتزايدة في الوقت نفسه في مواجهة «الإعلام التقليدي»، خاصة أن تأثيرها يتجاوز الحقل الإعلامي ليمتد إلى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها بالنظر إلى الاستخدام المكثف لها حول العالم، فوفقاً لكتاب سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، الصادر في عام 2013 تحت عنوان «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، فإن عدد مستخدمي «فيسبوك» عالمياً وصل إلى 1,483 مليار مستخدم، وعدد مستخدمي «تويتر» نحو 982 مليون مستخدم، و«جوجل بلس» نحو 340 مليوناً، و«لينكدإن» نحو 310 ملايين، وذلك وفقاً لإحصاءات شهر يناير 2013. ومن هنا تمثل هذه الظاهرة محلاً للكثير من الدراسات والبحوث التي تتحدث عن واقعها ومستقبلها وكيفية الاستفادة منها والسيطرة على جوانبها السلبية، وذلك باعتبارها أمراً واقعاً لا يمكن تجاهله أو غض الطرف عنه. وتتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الدول ذات البنية القوية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقع في المرتبة الأولى عالمياً في استخدام الهواتف الذكية. وقد أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي مبادرة الحكومة الذكية في شهر مايو الماضي. وفي هذا السياق تأتي أهمية تخصيص الدورة الأولى لـ«منتدى الإعلام الإماراتي»، الذي يبدأ في دبي غداً الأربعاء في الثامن عشر من ديسمبر الجاري لجلسة حوارية بعنوان «قنوات التواصل الاجتماعي وأثرها في إعادة تشكيل المشهد الإعلامي الإماراتي». ففي ظل انفتاح دولة الإمارات العربية المتحدة على العالم، وامتلاكها لبنية تكنولوجية اتصالية متطورة، ولأن النسبة الأكبر من سكانها ينتمون إلى فئة الشباب، فإن هذا يساعد على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير فيها، وهذا يطرح العديد من القضايا التي تحتاج إلى بحث عميق ومناقشة مستفيضة، خاصة فيما يتعلق بواقع هذه الوسائل ومستقبلها وتأثيراتها المختلفة وطريقة التعامل معها واستثمار جوانبها الإيجابية إضافة إلى علاقتها بالأمن القومي في مفهومه الشامل. وإذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي ظاهرة إعلامية في الأساس، فإن لها أبعادها المتعددة، كما سبقت الإشارة إليه، ومن هنا فإنه من المهم أن تخضع للدراسة العميقة من قبل جهات مختلفة في مقدمتها مراكز البحث والتفكير بغرض وضع رؤية استراتيجية شاملة حولها تستند إلى معطيات دقيقة وواضحة، وفي هذا الإطار فقد كان «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» سباقاً في التعرض للتغيرات التي تشهدها الساحة الإعلامية العالمية والإقليمية والمحلية وموقع ثورة المعلومات والاتصالات في ظلها، وذلك منذ وقت طويل، فعلى سبيل المثال فقد ناقش مؤتمره السنوي الثالث في عام 1997 «ثورة المعلومات والاتصالات وتأثيرها في المجتمع والدولة في العالم العربي»، وتعرض مؤتمره السنوي العاشر في عام 2005 إلى «الإعلام العربي في عصر المعلومات»، كما يعتبر كتاب «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك»، الذي سبقت الإشارة إليه، بمنزلة دراسة رائدة في مجالها على المستوى العربي، خاصة من حيث شمولها واستشرافها العلمي للمستقبل. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية