رغم حداثة دولة جنوب السودان التي لا يتعدى عمرها سنتين، دخلت مؤخراً في موجة من الصراع والاقتتال بين فصائل الجيش المختلفة، فحسب التقارير، هناك تمرد قاده ضباط كبار في الجيش انضموا إلى النائب السابق للرئيس، رياك مشار الذي لم يستسغ على ما يبدو إقالته من منصبه، لكن النزاع يأخذ أبعاداً أخطر بالنظر إلى الانقسامات القبلية التي تهدد بزعزعة استقرار البلد حديث النشأة، فمن جهة هناك قبيلة الدينكا التي ينحدر منها الرئيس سيلفا كير، ومن جهة أخرى توجد قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، وهو ما يفسر الاقتتال الذي اندلع في صفوف الحرس الجمهوري بين أبناء القبيلتين، هذا الفصل الأخير من الصراع الممتد في السودان قبل الانفصال وبعده، إنما يهدد بضرب الجهود الدولية، خاصة الغربية التي وقفت إلى جانب جنوب السودان وكانت بمثابة القابلة التي أولدته، ثم بعدها الحاضنة التي تلقفت الوليد وتعهدته بالمساعدات حتى اشتد عوده، فبعد فترة من التوتر مع الشمال، والنزاع حول تقاسم عائدات النفط، يعود جنوب السودان بتناقضاته القبلية إلى مشاكله المزمنة الكامنة في الصراع على الموارد والسلطة، ورغبة كل من يصل إلى الحكم في الاستئثار بما يقدمه من امتيازات وإقصاء الآخر. محجوب الطيب