قرأتُ مقال الكاتب حلمي شعراوي: «الجدل الأفريقي... حول مانديلا» وأرى أن الزعيم الأفريقي الراحل كان رمزاً إنسانياً كبيراً، ولم تكن رمزية نضالاته السلمية مرتبطة فقط بالشأن الأفريقي وحده. وهو في هذا مثل مناضلين سلميين آخرين اتفقت الإنسانية كلها على تقديرهم والإعلاء من شأن موروثهم النضالي، ومنهم الزعيم الهندي الماهاتما غاندي على وجه المثال لا الحصر. وميزة هذا النوع من الزعماء والمناضلين تكمن في قدرتهم على إثبات ما في أرقي القيم الإنسانية من قوة وفعالية، فبالنضال السلمي ونبذ العنف تمكن مانديلا وغاندي من تحقيق أهدافهما، كما أظهرا أيضاً أن التسامح وسعة الأفق والتعايش السلمي بين البشر كلها قادرة على حل أعوص الصراعات التاريخية والسياسية. وهذا ما صنع أسطورة الرجلين، وفتح أيضاً أفقاً جديداً لبلديهما، جنبهما كثيراً من الخسائر التي كان يمكن أن تفوت عليهما فرصاً ثمينة، وتضيع عليهما عقوداً من الزمن في الاحتراب والتناحر، غير المجدي من الأساس. عبد الله إبراهيم - أبوظبي