على متن سيارة نقل قديمة، حملت هذه الأسرة السورية أغراضها وأمتعتها من ضاحية «طريق الباب»، الواقعة في زمام بمنطقة حلب السورية، باحثة عن مكان آخر أكثر أمناً. إنه النزوح داخل الوطن المكلوم باضطراباته وتفجيراته اليومية... فتاة تطل من فوق الأغراض بنظرة حزينة، وكأنها تودِّع ديارها، مدركة ألم الرحيل، ومرارة النزوح. على متن السيارة طفلان وحولهما تلفاز ووسادات وبعض قطع الأثاث المنزلي...قد تكون وجهة أفراد هذه الأسرة النازحة بعيدة، لكنها تظل مفعمة بأمل في استقرار منشود، وهدوء يخلو من أصوات الطلقات والبراميل المتفجرة. السيارة تخلو من أرقام مرورية، مجسدة بذلك حالة الفوضى في المكان التي تضيف إلى معاناة سكانه، فإلى متى يتواصل هذا المشهد، ومتى تتوقف عمليات النزوح؟ (أ.ف.ب)