تحت عنوان «استغلال الدين في السياسة»، دافع الدكتور عبدالحق عزوزي عن فكرة في غاية الأهمية، وهي إيجاد ميثاق سياسي يتفق عليه الجميع خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر بها العديد من البلاد العربية. وفضلاً عن الفوائد السياسية والاجتماعية والاقتصادية العامة لمثل ذلك الميثاق، فإنه في الوقت ذاته ضروري للحفاظ على قيم الإسلام السامية وصيانتها من الذوبان في سلوكيات السياسيين وتمثلات المجال السياسي العام. فالدين للجميع ويجب ألا يمس بالانتهازية السياسية وبأعمال الحزبيين غير المتبصرين. وفي هذا الخصوص يستشهد الكاتب بما وقع في مصر وتونس على تذبذبات المجال السياسي العام في بيئة انتقالية معقدة؛ إذ أنه في بيئة من ذلك النوع ما أن تتزعزع أركان المواثيق السياسية بحادثة من قبيل خروج المتظاهرين إلى الشوارع والميادين، حتى يزج بالدين في متاهات العراك السياسي، فيضطرب الفهم الديني والعمل السياسي معاً. عمر حسان -أبوظبي