لا أعتقد أن الجولة الثانية من محادثات «جنيف-2»، والتي تتواصل الآن في سويسرا بين وفدي المعارضة والحكومة السوريين، ستصل إلى نتائج أفضل مما وصلت إليه محادثات الجولة الأولى في الشهر الماضي. لذلك فقد كان مبرراً إلى حد كبير ذلك التساؤل الذي عنون به الدكتور وحيد عبدالمجيد مقاله: «أهي مفاوضات حقاً؟». وانطلاقاً من الخبرات السابقة للنظام السوري، أتوقع مع الكاتب أن يلجأ وفد حكومة الأسد في المفاوضات الجارية إلى منهجه الثابت في التلاعب بجدول الأعمال والهرب من قضية الحل السياسي إلى المسائل الإنسانية وإقحام موضوع الإرهاب في كل منها، بينما تواصل قواته على الأرض وفي الجو غاراتها القاتلة التي لم تتوقف عن قتل السوريين وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم طوال محادثات الجولة الأولى. وهكذا، فرغم استمرار «مشهد» المفاوضات الذي يوحي بوجود اهتمام دولي فائق بوضع حد لمأساة الشعب السوري، فإن هذه المأساة مرشحة للاستمرار والتفاقم إلى أجل لا يعلمه إلا الله. فريد عمار -بيروت