لا ينكر أحد أن المشهد الأوكراني تطور بوتيرة سريعة، وكأننا أمام فيلم سينمائي مختصر، انتهت سيناريوهاته في عدد قليل من المشاهد. لكن الأمر ينذر بشيء واحد، ألا وهو أن الروس غير قادرين على المبادرة، وأن الولايات المتحدة والغرب عموماً باتت لديه جاذبية كبيرة في الشارع الأوكراني لدرجة أنه بات صعباً السير عكس التيار، والعودة إلى التحالفات السوفييتية العتيقة. المفاجأة أيضاً أن المشكلة سببها صراع على مستقبل بلد وهويته، صراع بين شرق روسي وغرب أوروبي بين كاثوليك وأرثوذكس، بين التاريخ المحشور في قيود الجغرافيا والواقع المفعم بحسابات وتوازنات تمتد من الكريملن إلى البيت الأبيض. زاهر كرم