المعارضة ضعيفة في فنزويلا.. وأوكرانيا تعقِّد مفاوضات الشرق الأوسط ما هي تداعيات الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأوضاع في أوكرانيا على عملية صنع السلام في الشرق الأوسط؟ ولماذا أخفقت المعارضة الفنزويلية في إضعاف الرئيس نيكولا مادورو رغم التحديات التي تواجهه جراء انتشار الفساد والجريمة والوضع الاقتصادي المتدهور؟ وكيف يمكن لأوروبا مواجهة التوسع الروسي والأزمة الأوكرانية؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية. فرص السلام اعتبرت صحيفة «الاندبندنت» في افتتاحيتها أول من أمس أن الأزمة في أوكرانيا تمثل عقبة جديدة محتملة في طريق السلام في الشرق الأوسط، إذ أن المواجهة مع الغرب تزيد من احتمالية أن تصبح روسيا أكثر تعنتاً في دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، وفي البحث عن اتفاق نووي طويل الأجل مع طهران، ولن يجعل أي من هذين التطورين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أكثر قبولا لحل الدولتين مع الفلسطينيين. وذكرت أن الحل الوحيد الممكن هو أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً فعالة على إسرائيل، غير أن آخر شيء يريده أوباما، في ظل مواجهته مع بوتين، أن يدخل في خلاف إضافي مع حليف وثيق مثل إسرائيل. وحذرت الصحيفة الرئيس الأميركي من أنه ما لم يتدخل بنفسه مباشرة في المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فلن يمكن التوصل إلى اتفاق بعد ذلك على الإطلاق، لافتة إلى أنه مع اقتراب موعد انتهاء المفاوضات، لا تلوح فرص للنجاح أو أية دلالات على حسن النية تبرر التفاؤل. وأوضحت الصحيفة أنه منذ أكثر من عام، يضغط وزير الخارجية الأميركي من أجل مبادرة سلام جديدة، تشمل التوصل إلى اتفاق «إطار عمل» بحلول نهاية أبريل، ورغم ذلك من غير الواضح الفارق العملي بينها وبين «خرائط الطريق» السابقة والصيغ الدبلوماسية الأخرى. وأضافت: «بموجب هذه المبادرة، يتعين على الجانبين الاتفاق على الأهداف الأساسية للتسوية النهائية على أساس حل الدولتين، على أن يتم تنقيح الاتفاق بعد ذلك بعيداً عن أضواء وصخب وسائل الإعلام». وتابعت: «بينما يدنو موعد انتهاء المفاوضات، ليس ثمة ما يدعو ولو إلى قليل من التفاؤل»، مشيرة إلى أن نتنياهو في تصريحاته أمام البيت الأبيض قبل يومين ألقى باللوم على الفلسطينيين ورفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. وتوقعت الصحيفة أن يخبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عند زيارته إلى البيت الأبيض أوباما أنه لا يمكنه تقديم تنازلات مع استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية واستمرار معاناة الفلسطينيين، لاسيما مع نمو أنشطة البناء إلى أعلى مستوياتها في 13 عاماً الماضية. ونوّهت الصحيفة إلى أن أوباما مثل الرؤساء الأميركيين السابقين، حذر نتنياهو من أن الوقت ينفد، ومن احتمال حدوث رد فعل دولي يشمل مقاطعة إسرائيل إذا ما فشلت المبادرة الجديدة، ومن أن الولايات المتحدة ربما تعجز عن وقفها. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن فرص نجاح كيري في مهمته التي فشل فيها جميع سابقيه تبدو ضئيلة. المعارضة الفنزويلية انتقدت صحيفة «الجارديان» البريطانية في مقال نشرته أول من أمس المعارضة الفنزويلية، متهمة إياها بأنها ضيعت فرصة ذهبية بإخفاقها في التواصل مع الفقراء والمواطنين العاديين لإضعاف الرئيس نيكولا مادورو بعد عام على وفاة سلفه تشافيز. وأفادت كاتبة المقال، جوليا بوكستون، بأن مادورو ناضل لتولي سلطة شافيز، لكنه يواجه عبئاً كبيراً في معالجة قرارات صعبة أجلها أو تجاوزها الرئيس السابق الذي رحل قبل عام. ونوّهت بوكستون إلى أن من بين التحديات التي تقضّ مضجع مادورو وجود مشكلتي الجريمة والفساد المتفاقمتين، واللتين جعلتا فنزويلا واحدة من أكثر عشر دول يستشري فيها الفساد والخلل الاقتصادي في العالم. وأضافت: «أن ما يفاقم المشكلتين هو إخفاق الحكومات في التعامل معهما على أنهما مشكلتان اجتماعيتان ومؤسستان، وليس على أنهما نتيجة للرأسمالية التي ستتلاشى في ظل أنموذج شافيز لاشتراكية القرن الحادي والعشرين». وتابعت بوكستون: «إن مادورو يواجه مشكلات التضخم وعجز الموازنة، الناجمة عن تحمل الدولة أعباء الاقتصاد الاشتراكي، من دون فعالية، لأنه لا يرغب في أن ينظر إليه باعتباره خائناً لموروث شافيز». ونوهت إلى أن موجة التظاهرات المزعزعة للاستقرار التي نظمها الطلاب انطلاقاً من وسائل الإعلام الاجتماعي خلال الأسابيع الأخيرة، تركزت على الإخفاقات الحكومية في مواجهة الجريمة والفساد والاقتصاد، وسرعان ما تحولت إلى مطالب برحيل مادورو. لكن بوكستون أكدت أن محاولات تدويل الدعم والتحريض بافتراء الأكاذيب جعل الحكومة الفنزويلية تتجاهل المواطنين الفنزويليين العاديين والفقراء الذين يؤيدون العملية الديمقراطية من جانب ويدعمون مادورو بشكل كبير من جانب آخر. وذكرت أن فنزويلا تواجه تحديات اقتصادية وأمنية خطيرة، بينما يدرك مادورو أنه لا يمكن معالجتها إلا عن طريق الحوار الوطني، لافتة إلى أن مؤتمر السلام الذي عقد في نهاية الشهر الماضي والذي قاطعته أحزاب المعارضة الرئيسة لا يصب سوى في صالح تعزيز وضع مادورو ورموز المعارضة الضعيفة الأخرى. أوروبا والأزمة الأوكرانية دعت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف موحد في مواجهة التوسع الروسي، مشيرة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والاتحاد دائماً ما شهدت توترات من حين إلى آخر، سواء بشأن الحرب في كوسوفو أو توسعة حلف الناتو ليشمل دولا سوفييتية سابقة. لكنها أشارت إلى أن الروابط الاقتصادية بين الجانبين ازدهرت بشكل كبير، فباتت روسيا ثالث أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، بقيمة إجمالية تصل 340 مليار يورو. وأوضحت أن فرضية الإبقاء على علاقات اقتصادية من دون المساومة على أمن مواطني الاتحاد الأوروبي، استمرت لفترة طويلة، لكن الأزمة في أوكرانيا كشفت حدوداً لهذا النهج المزدوج. وأفادت الصحيفة أنه على مدار أيام بدا أن قرار روسيا بالتدخل في شبه جزيرة القرم -في انتهاك للقانون الدولي- يمكن أن يتصاعد إلى صراع كامل. وتابعت: «رغم ما بدا أنه تراجع من قبل بوتين عن المواجهة، لا يزال الاتحاد الأوروبي يواجه احتمال صراع على أبوابه». وأكدت أنه من أجل الحيلولة دون مزيد من تصعيد العنف، على دول الاتحاد أن تستعد لاتخاذ موقف دبلوماسي صارم تجاه روسيا، والذي قد يتضمن استخدام عقوبات تهدد بتقويض بعض المصالح التجارية الموسعة. وذكرت الصحيفة أن هناك بالفعل دلالات على أن الأزمة المطولة يمكن أن تؤثر بشدة على الاقتصاد الروسي، مع تراجع الأسهم الروسية 11 في المئة يوم الاثنين الماضي، قبل أن تتقلص بعض خسائرها في اليوم التالي. وأضافت: «في حين أنه لا يوجد ضمان بأن العقوبات من شأنها إنهاء أهداف التوسع الروسي، فإنها من دون شك ستزيد الضغط على موسكو للتراجع». ولفتت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يفكر في فرض حظر على منح تأشيرات دخول وتجميد أصول أفراد محددين ممن تربطهم علاقات وثيقة مع الكريملين. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة: «إذا لم تجد هذه الإجراءات، لابد أن يدرس الاتحاد خطة منسقة لخفض اعتماده على صادرات الطاقة الروسية وإيجاد مصادر بديلة للوقود الحفري، بالنظر إلى أن النفط والغاز يمثلان نحو 70 في المئة من صادرات روسيا ونحو نصف الإيرادات الحكومية». إعداد: وائل بدران