أكثر ضحايا الحرب هم من خارج أطرافها. قاعدة تتجدد الشواهد والتأكيدات على صحتها في جنوب السودان حالياً. فمن هناك جاءت هذه الصورة للجهود المحدودة التي تقوم بها بعض الجهات لوقف وباء الكوليرا الذي تفشى وأصبح يفتك بالكثيرين، وذلك جراء الظروف الغذائية والصحية السيئة المترتبة على الحرب، لاسيما في مخيمات النازحين الذين فروا من منازلهم طلباً للأمان. وفي أحد هذه المخيمات بمنطقة مينكامان، يقوم هذا الممرض التابع لمنظمة «أطباء بلا حدود»، بتقديم تطعيم ضد مرض الكوليرا لإحدى السيدات. وقد أعلنت المنظمة أنها قامت بتطعيم 50 ألف شخص في جنوب السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية التي تفجرت عقب الانشقاق الذي حدث داخل قيادة البلاد، ورافقه انقسام عرقي أيقظ الحزازات الأهلية القديمة من مرقدها. وكأي صراع مسلح، فالضحايا عادة ليس من المتصارعين، بل من الفئات الهشة ممن لا ناقة لهم في الصراع ولا جمل! (أ ف ب)