مع أهمية الطرح الوارد في مقال: «فرنسا بين مصالح الساسة والدولة» للدكتور عبدالحق عزوزي، إلا أنني أود الإشارة هنا إلى أن بعض ما أشار إليه من تجاذبات راهنة في فرنسا، الخلفية الحقيقية التي أطلقتها هي عودة أجواء الاستقطاب الحزبي المعهود استعداداً للانتخابات البلدية والمحلية في البلاد. وكلما كان هناك استحقاق انتخابي لابد أن تعمل القوى السياسية ووسائل الإعلام المستقطبة هي أيضاً حزبياً وسياسياً لخلق أجواء من المواجهات، وتفجير فضائح وتهم وقضايا مثيرة الغرض منها شد اهتمام الناخبين، وجعل الرأي العام يقبل رواية هذا الحزب أو ذاك ويفكر في التصويت له، أو على الأقل عدم التصويب للطرف المستهدف بالدعاية الحزبية والإعلامية. ومثل هذه الزوابع في نظري تعد من سلبيات الديمقراطية الغربية، وذلك لأن الحقيقة والمصلحة العامة كثيراً ما تكونان هما أول ضحاياهما. كما يتم فيهما أيضاً تلفيق واختلاق تهم ضد أفراد أو فاعلين سياسيين تثبت المحاكم فيما بعد عدم صحتها، ولكن بعد أن تقع فأس التشويه في الرأس، إن صح التعبير. خالد نور الدين - باريس