من خبز عجنته بيديها وأشعلت ناره بأصابعها، تحاول هذه الأنبارية إطعام أطفالها الذين أيقظت رائحة الطعام الوحيد المتوافر حاسة الجوع في أمعائهم، فتحلَّقوا ينظرون وينتظرون ما يصيبهم منه! ففي بلدة شقلاوة الكردية، على بعد 45 كيلومتراً إلى الشمال من أربيل في كردستان العراق، نزحت هذه الأسرة من مدينة الفلوجة في إقليم الأنبار، بسبب المواجهات الدامية بين القوات الحكومية والمسلحين السنة في الإقليم. ووفقاً للأمم المتحدة فقد تجاوز عدد النازحين من الإقليم 370 ألف شخص، فر معظمهم بعد أن بدأت حكومة المالكي مواجهة الاعتصامات التي نظمها أهالي الإقليم بخيار القوة المسلحة، فكانت منطقة كردستان الخيار الأقرب والأكثر أماناً بالنسبة لهؤلاء، والذين ربما قال بعضهم لنفسه في غمرة التراجيديا العراقية: البحر من أمامكم والعدو من ورائكم! (أ ف ب)