قرأت مقال الدكتور رياض نعسان آغا: «لا أحد ينام في سوريا» الذي يرصد فيه جوانب من المحنة المؤلمة التي يمر بها الشعب السوري الآن مع تطاول زمن الأزمة، وتزايد عدد ضحاياها، وتغول نظام دمشق والمليشيات المساندة له في سفك دماء المدنيين السوريين العُزل. والحقيقة أن ضعف الموقف الدولي تجاه هذه الأزمة الدامية هو ما دفع النظام وحلفاءه الإقليميين والدوليين لاقتراف تلك الممارسات المخالفة لكافة قوانين الأرض وشرائع السماء. ولولا أمان العقاب وعدم الخوف من المحاسبة أمام القضاء الدولي، والشعور بإمكانية الإفلات مما ينص عليه القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لما استمر النظام في ارتكاب المجازر وحتى استخدام الأسلحة المحظورة دولياً. وفي مواجهة العجز الدولي، والتغافل من طرف العواصم الكبرى، وشلل مجلس الأمن، ومع استمرار نزيف الدم السوري أرى شخصياً أن ثمة دوراً عربياً ينتظره السوريون هو أن تمارس الدول العربية ضغطاً مزدوجاً قوياً على الدول الكبرى في مجلس الأمن من جهة، وعلى الدول الإقليمية الداعمة لنظام دمشق من جهة أخرى، وذلك لوقف أعمال العنف، وتوفير مناطق آمنة للمدنيين. كما أن على الدول العربية أيضاً أن تساعد السوريين على طرد كافة جماعات العنف المتطرفة التي يشوّه وجودها صورة الثورة السلمية السورية، ويلحق بها ضرراً أمام الرأي العام الغربي. بسام عبد الكريم - بيروت